التحرش بالحلوى المكشوفة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
سيجد من يقف ضد إقرار قانون لمنع التحرش أسبابه الواهية لتوضيح وجهة نظره، ولعل أبرزها أن القرار سيفتح الباب للتبرج في الأماكن العامة وعدم الالتزام بالحشمة في اللبس، وهناك من يتخوف على تضاؤل دور العمل الاحتسابي، وهذه في حد ذاتها مشكلة عويصة ليس لها حل.
حسنا إذا أخذنا الجانب الأول، فأقترح أن يدخل التبرج في القانون نفسه ويعد نوعا من التحرش يعاقب فاعله أو بالأحرى فاعلته لأنها حتما ستكون امرأة، وبالتالي تكون “حميت الشباب من تحرش البنات” مثلما تحمي البنات من الشباب المنفلتين.
قصة الحلوى المكشوفة صارت هي المثال الأقرب للفهم، إذ يقول الرافضون للقرار وهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى أصوات قليلة لا تساوي شيئا أمام المطالبين بسن هذا القانون لحماية الجميع، يقول هؤلاء إن الحلوى المفتوحة تجذب الذباب والنمل، بينما المغلفة لا أحد يلتفت إليها، وهو ما ينطبق على الحجاب والخمار وخلافه، ولو أتيت بطفل وخيرته بين الحلوى المكشوفة والمغلفة سيختار المكشوفة؛ لأنه لا يضمن أن تكون المغلفة بنفس شكل المفتوحة وجودتها.
هذا الكلام لا يهم، اليوم نحن نحتاج إلى قانون يمنع التحرش بكل أنواع الحلويات، المكشوفة والمغلفة، وكذلك يعاقب الحلوى المكشوفة نفسها على وجودها بهذا الشكل، وكان بإمكانها أن تكون مغلفة -بحسب الاعتبارات الاجتماعية- دون مغالاة أو خنق، وحتى هذه المغلفة من يضمن أنها ستكون بمنأى عن التحرش، وكلنا يعرف الكثير من حوادث التحرش وقعت على بنات محجبات ومحتشمات، وربما لأنهن محجبات رفضن الإفصاح عن مثل هذه القصص، لكنها بالتأكيد موجودة واسأل مجتمع النساء تسمع العجب.
نحن لا نعرف حتى الآن أين هو القرار وعلى أية طاولة، ومن سيبتّ فيه وهل سيفعل ذلك فعلا أم لا؟ لكن الجميع يعرف -رجالا ونساء- أن المومسات في شوارع البلدان الأوروبية لا يستطيع أي شخص مهما علا شأنه أن يلمسهن دون رضاهن، وإن فعل أحدهم هذا فسيجد نفسه عرضة للعقوبة بالسجن والغرامة، فإذا كان القانون الغربي الوضعي يحفظ حق المومسات، أفلا يكون جديرا أن يوجد لدينا قانون يحفظ حقوق السيدات المتشحات بالسواد؟
حسن الحارثي
تقلا عن “الوطن”