“الداخلية” : خلايا “داعش” عبارة عن 3 مجموعات..والتنظيم يقسم المملكة إلى عدة مناطق

الرياض – واس:

أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي, أن الجهات الأمنية بتوفيق من الله تعالى وفي إطار التحقيقات الجارية بالجرائم الإرهابية التي استهدفت المصلين بقرية الدالوه والقديح, واستهداف دوريتيّ أمن المنشآت ودوريات الأمن بشرق مدينة الرياض, تمكّنت من الإطاحة بتنظيم إرهابي ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي, يضم (431) شخصًا, مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية لا زالت تعمل للوصول إلى أي شخص يرتبط بعلاقة مع هذه المجموعة, أو يتبنّى أفكارهم ويؤيدهم .

وكشف اللواء التركي, في المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الداخلية اليوم بنادي ضباط قوى الأمن العام بالرياض, أن التنظيم الإرهابي ينقسم إلى ثلاث مجموعات, حيث تضم المجموعة الأولى (97) شخصًا تم إيقافهم لارتباطهم بأعضاء الخلية الإرهابية التي سبق الإعلان عنها في الثاني من شهر صفر الماضي, وكانت تقف وراء الجريمة الإرهابية في الدالوه, كذلك جريمة استهداف دورية أمن شرقي مدينة الرياض, فيما تضم المجموعة الثانية (190) شخصًا, نفّذوا العمليات الإرهابية في بلدة القديح, وفي العملية الفاشلة في مدينة الدمام, كذلك دورية أمن المنشآت التي كانت مسؤولة عن تنفيذ الحراسة في الخزن الاستراتيجي .

كما أشار التركي إلى أن المجموعة الثالثة التي تمثّل البنية التحتية لهذا التنظيم, وتقوم بالدعاية له ونشر الفكر الضال والتجنيد الإرهابي, تضم (144) شخصًا متورطًا في هذا الشأن .

من جانبه تحدّث العميد بسام عطيه, عن الإستراتيجية التي يتبعها تنظيم داعش الإرهابي في تنفيذ أعماله الإجرامية, التي تعتمد تقسيم المملكة إلى عدة مناطق بحسب توزيع مجموعة الأدوار والمهام على أفراد التنظيم .

وأبان أن الجهات الأمنية تمكنت في غضون عدة أسابيع من إسقاط هذه الخلايا الإرهابية ، التي تُدار من الخارج, وتهدف لإثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى عبر تنظيم يضم متورطين من جنسيات مختلفة, معظمهم مواطنون سعوديون .

واستعرض العميد عطيه, التسلسل الزمني للعمليات الإرهابية ، التي نفذها التنظيم مؤخرًا داخل المملكة, حيث استهدف التنظيم المصلين بقرية الدالوه في الأحساء, وإطلاق النار على دوريات الأمن العام شرق مدينة الرياض, ثم تلاها استهداف أمن المنشآت في محيط الخزن الاستراتيجي, ثم مسجد الإمام علي بن أبي طالب, وقرية القديم, ثم الدمام وحي العنود .

وحول استهداف المصلين بقرية الدالوه, أوضح العميد بسام عطيه, أن أعداد الموقوفين المتورطين في هذه الجريمة الإرهابية, بلغ (97) شخصًا, استخدموا عدة أساليب في تنفيذ هذه الجريمة ومنها عمليات ( الذئب المنفرد ) التي امتازت بها هذه الخلية في إثارة الفتن الطائفية واستهداف رجال الأمن والمواطنين والمقيمين, حيث يتلقّى المتورطين في هذه العمليات الأوامر من تنظيم داعش الإرهابي خارج المملكة, ويتم تزويدهم بالأسلحة والمتفرجات والتقنيات المختلفة, كما يتم تأمين المأوى لهم وجميع الخدمات اللوجستية المختلفة اللازمة لتنفيذ هذه الأعمال الإجرامية.

كما تطرق العميد عطيه إلى حادثة استهداف المصلين وحادثة القديح والعنود, مشيرًا إلى أن (190) شخصًا تورطوا في هذه العملية, عبر أربع خلايا, كلّف بها الموقوف هادي الشيباني, من خلال الأوامر التي تلقاها من التنظيم الرئيس لداعش, حيث تختص الخلية الأولى والثانية بالرصد الميداني الذي يعد جزءً مهمًا من العملية, يترجم مفهوم مشروع عملية خطط لها بشكل جيد, ويسبقها عملية مسح ومراقبة, وتسبقها كذلك عملية دراسة للمواقع التي يراد القيام بأعمال إرهابية فيها, والقديح والعنود كانت أحد الأعمال التي كلفت بها الخلية الأولى والثانية في عملية المسح الميداني والرصد .

وأوضح أن الخلية الثالثة تولّت مهمة تجهيز الانتحاريين وإعدادهم في مسجد العنود ومسجد القديح, وقامت بتجهيزهم بالأحزمة ونقلهم حتى الموقع, ثم غادرت الموقع بشكل تلقائي طبيعي, وقاموا بتصوير آثار التفجير وإرسالها إلى التنظيم, فيما اختصت الخلية الرابعة بصناعة وتجهيز الأحزمة الناسفة .

وحول عملية إعداد الخطط للعمليات الإرهابية, أشار العميد بسام عطيه, إلى أن تنظيم داعش يصدر أوامر للخلايا داخل المملكة, ويقوم بإعداد الخطط والجداول الزمنية الخاصة بتنفيذ العمليات الإجرامية, لافتًا الانتباه إلى أن العمليات توالت في فترات مختلفة محددة وممنهجة ومتتابعة, حيث عَمدت الخطة الأولى لاستهداف مقر قوات الطوارئ واستهداف مسجد الميكز الذي يتسع لأكثر من ( 3000 ) مصلٍ يوم الجمعة, بهدف محاول استهداف أكبر عددٍ من الضحايا, فيما عَمد المخطط الإرهابي الثاني لاستهداف ستة مساجد في المنطقة الشرقية بالتتابع أيام الجُمع, وبالتزامن في ذات الوقت مع اغتيال رجال الأمن من العاملين على الطرق, بهدف إثارة الفوضى في أكثر من موقع, بما يؤثر على مستوى الأمن والأداء داخل المملكة, ولكن بفضل الله تعالى تم إفشال هذه الخطط الإرهابية قبل وقوعها .

وكشف أن المخطط الإرهابي الثالث, اختص بالتخطيط وإجراء المسوحات الميدانية لموقع احد البعثات الدبلوماسية لاستهدافها, مشيرًا إلى أن التنظيم يسعى من خلال استهداف البعثات الدبلوماسية للمساس بعلاقة المملكة وسياستها الخارجية, وهذا النوع من الاستهداف استهلك في أحداث سابقة, ولم يكن أدائه بحجم توقعات هذه التنظيمات .كما شمل المخطط الإرهابي الثالث تحديد عدة مواقع سكن لرجال الأمن, والعمل على اغتيالهم في مساكنهم .

وأبان العميد عطيه, أن التنظيم الإرهابي عَمَد خلال المخطط الإرهابي الرابع, لإنشاء معسكر في صحراء شروره, ليكون مقرًا لعملياته هناك, وتلقى التدريبات على التفجير وحمل السلاح والتعامل معه, والتدريب على اللياقة البدنية, وقاموا باختيار موقع منقطع نوعاً ما للقيام بتجهيز هذه الأعمال, مشيرًا إلى أن قرب الموقع من منطقة حدودية, كان الهدف منه التواصل مع مجموعة من العناصر المطلوبة أيضا في اليمن, وهدف المخطط المنشآت الحكومية بشكل عام والمساحات الأمنية بشكل خاص .

وأكد أن الجهات الأمنية تمكنت بفضل الله من اختراق البنية التحتية للتنظيم, حيث تم التعامل مع مجموعة من العناصر الداعمة من خلال شبكة الإنترنت, التي أشبه ما تكون بالأجنحة الإلكترونية للتنظيم, حيث تقوم هذه العناصر بدعم جميع التنظيمات المنحرفة ونشر أفكارها وتجنيد العناصر ونشر الدعاية المظللة والتحريض على نزع البيعة من ولي الأمر, إضافةً إلى نشر الفتاوى التكفيرية, وشرح طرق تصنيع الأسلحة الناسفة, ومن أبرز عناصر هذه المجموعة ( حزام ناسف ) وهو المعرّف الإلكتروني للموقوف على محمد على العتيق, الذي وجد في منزله معمل لتصنيع المتفجرات, وهو ذو خبرة ودراية واسعة بأعمال التفجير وأعمال التخريب والدوائر الالكترونية, ومن العناصر المشاركة في مناطق الصراع منذ عام 1409هـ .

وأكد العميد بسام عطيه, أنه من خلال استعراض مخططات التنظيم الإرهابي, والجداول الزمنية المخصصة لتنفيذ هذه الأعمال, يتضح أن التنظيم كان يهدف لأن يكون شهر رمضان المبارك ذروةً للعمليات الإجرامية, فيما كانت الشهور السابقة لرمضان, مخصصةُ للإعداد والتجهيز والتخطيط وضخ الأموال والتدريب والتغطيات الإلكترونية .

عقب ذلك فُتح المجال لاستقبال استفسارات الصحفيين حول ما جاء في المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية, حيث أجاب اللواء منصور التركي, على سؤال حول إستراتيجية التنظيم الإرهابي في السيطرة على صغار السن, مؤكدًا أن التنظيم يستهدف هذه الفئة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي, ومن خلال دعايات التنظيم عبر الشبكات الإلكترونية, حيث يعمل التنظيم على استهداف صغار السن المندفعين الذين يبدون استعدادهم لتنفيذ الأوامر, ومبايعة التنظيم الإرهابي, ومن ثم يقوم التنظيم بتوكيل آخرين للتواصل مع هؤلاء الأشخاص, وتزويدهم بالمعلومات حول الأماكن المستهدفة وتوفير الدعم اللوجستي لهم, مؤكدًا ضرورة دراسة وفهم قلب المشكلة وهم الأشخاص الذين يختارون بأنفسهم الاستجابة لهذا التنظيم .

وعن استهداف التنظيم الإرهابي للجوامع أكد العميد عطيه أن اللحمة الوطنية ظهرت على السطح ، مؤكدة تلاحم أفراد المجتمع كافة مع قيادتهم , ما أثارت عناصر التنظيم, الذين حاولوا بشتى السبل استهداف اللحمة الوطنية وإثارة الفتن الطائفية في محاولة بائسة لزعزعة الأمن ونشر الفوضى والفرقة بين المواطنين .

وبدوره أجاب اللواء التركي على سؤال حول وجود سجلات إجرامية سابقة لدى عناصر التنظيم من صغار السن قائلاً : ” عندما نبحث عن مثل هذا الموضوع ونتلمس وجود صغار سن وأشخاص لا تتوفر عنهم أي سوابق أمنية لدى الجهات الأمنية, ولم يسبق لهم أن سافروا خارج المملكة, ندرك أن مثل هذه الحالات لا يمكن اكتشاف بوادرها إلا من خلال المجتمع القريب من كل شخص, حيث خصصت وزارة الداخلية الرقم ( 990 ) لتسهيل مهمة المجتمع في تنفيذ مسؤولياته للمحافظة على الأمن والاستقرار, وهدفنا من ذلك أن نحصل على كل ما يمكن أن يثير الريبة حول أي شخص قريب كان أو بعيد “, مؤكدًا أن الجهات الأمنية لا تهدف للتنكيل بالأشخاص المشتبه بهم بل الحرص على التحرّي عنهم والتحقق من سلامة وضعهم, والتأكد من حقيقة اشتباه تورطهم في مثل هذه الأعمال الإرهابية والتعامل معهم وفق الأنظمة .

وفيما يتعلق بوجود اتفاقية بين وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية بتوفير الأمن الصناعي لدى المساجد, أكد اللواء التركي, أن المساجد آمنة بإذن الله, وهناك تواصل دائم فيما بين فروع وزارة الشؤون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة بالتعاون مع الجهات الأمنية, ورجال الأمن ودوريات الأمن متواجدة بالقرب من المساجد ومن كل الأماكن التي يمكن أن تمثل هدفًا للجماعات الإرهابية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *