حمانا الله من “الدرعمة” و”المدرعمين”
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بعضنا يشكو “الدرعمة” ويمارسها كل يوم ويردح بسببها الغير دون تثبت..!
نتضايق من “المدرعمين” ثم “ندرعم” مع أي خبر أو صور في وسائل التواصل الاجتماعي، ونحضر بكل قسوة في “الهاشتاق” بلا تثبت من القضية، وبلا تفحص لتفاصيل الخبر ومصدره، وحتى لو كان الخبر صحيحا، هل يجب أن يكون لكل فرد منا رأي في كل قضية وتعليق على كل خبر؟!
بعد أن قامت الدنيا على فعاليات الصيف والمناشط الدعوية، في مشهد الكل فيه “يجلد” و”ينتقد” في “الهاشتاق” بناء على صورة نسبت زورا إلى فعاليات الصيف والمناشط الدعوية، جاء الخبر اليقين بأن الصور التي تم تداولها مؤخرا عبر موقع “تويتر”، والتي تجسد حالة وفاة لرجل ممدد على الأرض وبجواره جثة مكفنة، ثم تحمل بنعش على الأكتاف وسط مركز تسوق، كانت تعود إلى مشهد تمثيلي ضمن فعاليات صحية وليست “دعوية” في أحد مراكز التسوق بالرياض، وأكد الخبر أن هذه الصورة جزء من مشهد تمثيلي نفذه مركز صحي تابع للشؤون الصحية بمنطقة الرياض..!
بلا أدنى شك، المشهد التمثيلي لم يكن موفقا، بل كان صادما ومؤذيا لزوار مركز التسوق، وليس من حق أحد أن ينغص عليك جولتك الترفية أو التسوقية برفقة عائلتك؛ بحجة أنه سيوعيك بأضرار التدخين أو المخدرات..!
لكن بعيدا عن تفاصيل المشهد التمثيلي وقريبا من تفاصيل المشهد الواقعي، لا بد أن نقتنع بأن لنا كل يوم “درعمة”، وبأن كثير منا قوم “مدرعمون”، يطيرون بـ”العجة” ثم لا يقتنعون بأنهم ارتكبوا خطأ بحق أحد، فلا ترى أي اعتذار..!
وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة منحتنا كمّا كثيرا من الأخبار والقصص والصور، لكنها تركت لنا مهمة تنقيتها وتفحصها والتحقق من مصداقيتها، وهذا هو بالضبط الفرق بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، الأول يعمل على التحقق من مصداقية كل خبر قبل نشره، والثاني يحملك مسؤولية ذلك، لكن يبدو أن الكثير لم يدرك ذلك؛ فهو يأخذ كل ما يرد في “تويتر” على محمل الجد..!
(بين قوسين)
يقول غوستاف لوبون عن عواطف الجماهير وأخلاقياتها: الانفعالات التحريضية المختلفة التي تخضع لها الجماهير يمكنها أن تكون كريمة أو مجرمة، بطولية أو جبانة، بحسب نوعية المحرضات، ولكنها ستكون دائما قوية ومهيمنة على نفوس الجماهير..!
فواز عزيز
نقلا عن “الوطن”