كاتبة سعودية : أزماتنا تنتهي بفصل الدين عن الدولة !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الرياض – متابعة – عناوين
أكدت الكاتبة السعودية سكينة المشيخص، اليوم الإثنين، أن الإرث الطائفي في المجتمعات العربية أصيل فيها منذ تاريخ طويل، وما يحدث حالياً استمرار لموروث لم يتجدد أو يحافظ على أسس وقيم التعايش، وأضافت أنه في ظل التحولات الفكرية والاجتماعية وتباينها بين المجتمعات، لم يحدث استيعاب قوي للمتغيرات والاختلافات، وإنما احتفظت المكونات الاجتماعية بعناصر التفرق والتحزب والصراع.
وقالت المشيخص في تصريحات خاصة لـموقع 24، الإماراتي إن “الصراع الحالي وإن بدا دينياً على نحو ما، إلا أن بذرته الاجتماعية في الواقع، هي مما لا يجب تجاهله، لأن الإذابة الاجتماعية تخترق التمايز وتفتح أبواب التواصل، لإيجاد جسور الثقة واحترام الآراء وتبادلها بشفافية، دون أن يتطور الخلاف إلى اختلاف يترادف مع الصراع، وذلك يعيدنا الى اتجاهات ابن خلدون حول دور العصبية في مجتمعاتنا، وهي من الأمور العالقة التي لم تتم معالجتها دينياً بصورة كافية حتى تضعها المجتمعات خلف ظهرها، وإنما ظلت تحملها كعبء اجتماعي وفكري إلى حاضرها باتجاه المستقبل”.
وأضافت أنه “في الواقع المجتمعات العربية غير متجانسة فكرياً أو اجتماعياً، ولا تزال تحتفظ ببذور الصراعات بداخلها، لأنها تختزن العصبية والانحيازات غير الواعية لأصولها الذاتية، ذلك يجعل من الصعوبة تجاوز أزماتها، دون أن نيأس من الحل، لأنه لا بد من حدوث مقاربات أعمق من الحالية، خاصة وأننا نعيش عصراً انفتاحياً، وكل جماعة لا تؤسس لقيم متجددة سيتجاوزها التاريخ والزمن، ونحن كعرب مطالبون بأن نجدد ونبتكر معالجات لخروجنا من محطات الخيبات المتتالية لنا”.
وأوضحت المشيخص أن “الحل الأساسي يبدأ بإبعاد المتاجرة بالدين من المعادلة الاجتماعية والسياسية، فالدين من حيث المبدأ لا مشكلة فيه ولكن المشكلة في المتاجرين به لأغراض سياسية واجتماعية، ذلك يجعل المشهد الكلي مرتبكاً وملتبساً، لأن التطبيقات دائماً خاطئة وانتهازية، فضلاً عن أنها تنتج متطرفين يحفظون النصوص دون تدبر مقاصدها، وهؤلاء يخلقون الأزمة الطائفية التي نعيشها، لأنهم يبدون وكأنهم يملكون صكوك الغفران ولديهم عصا موسى، ويمكنهم تحقيق ذلك من خلال القتل والإبادة والدم”.
وتابعت “الحلول والمواجهة متلازمان، فهناك حاجة لفصل الدولة عن الدين في المجتمعات العربية مراعاة لتنوعاتها الأثنية والمذهبية والاجتماعية والدينية، ومن ثم خطاب اجتماعي وديني واسع يعمل على امتصاص الإفراط والإسراف في حمل النص الديني بصورة غير حقيقية، ومن ثم فتح مسارات تقارب أكثر بين المجتمعات العربية والسماح بتداخلها، فكرياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، فهناك تباينات اقتصادية تعزز الفقر الذي يقود إلى الثورات والفوضى”.
ولفتت أخيراً إلى أنه “لابد أن يشعر العرب بأنهم بحاجة إلى البقاء أقوياء، وحين يسمحون بعبث طائفي فإنهم يتعرضون لا محالة للفناء، دون الإحساس بقيمة الحياة وعدم تركها للمتطرفين والطائفيين لا يمكن مواجهة أزماتنا واستكشاف الحلول المثلى لها”.
يا سكينة … خليكي في المطبخ لو سمحتي !!