#كذبة_سارة_إبراهيم!

أجمل ما قيل عن كذبة سارة إبراهيم هو ما قاله زميلنا الفاضل سعد التويم: “أن نُخدع بعمل الخير.. خير من أن نخُدع بعمل الشر”!
أولاً، أسأل الله ألا يحرم هذا المجتمع الطيب أجر تفاعله وتعاطفه ودعواته التي لم تنقطع منذ أسابيع طويلة تعاطفا مع “نصاب” كبير استطاع بدهائه أن يركز على نقطة ضعفنا، وهي إنسانيتنا الغامرة!

استطاع أن يوهم المجتمع السعودي أن هناك طفلة سعودية اسمها “سارة إبراهيم” مصابة بمرض سرطان الدم، وتتلقى “العلاج الكيماوي” في أحد المستشفيات الأميركية.. فتعاطف معها الناس هنا على اختلاف شرائحهم ومستوياتهم وأعمارهم.. وذهب التفاعل إلى أقصى مداه، فوجدنا من يتوجه لبيت الله الحرام ليؤدي العمرة محتسبا أجرها لـ”سارة”، وهناك من قام بـ”حلاقة شعر رأسه” تفاعلا مع “سارة”، وهناك من وضع صورتها تعريفا خاصا له في موقع التواصل الاجتماعي تعاطفا معها.. وهناك من قام بطلب حسابها البنكي وقام بالتبرع لها!

حفلة إنسانية.. تعاطف شعبي كبير.. وفي الأخير يستيقظ الناس ليكتشفوا أن “سارة” كذبة كبيرة، إذ لم يكن هناك طفلة بهذا الاسم، وكل ما هنالك “نصاب” كبير صنع هذه الشخصية الوهمية، واستخدم صورا من أحد المواقع الأميركية.. وكان الضحية مجتمعنا الطيب، الذي تعامل معها بإخلاص، تعامل بفطرته وأخلاقه، وكما قال ابن جدلان “كل ما تخلص مع الناس كنك تغشها”!

أنا لا أعتب على مجتمعنا – ولا أنفي هذه الحالة ولا أثبتها – بل أطالب بأن يستمر في هذا التفاعل مع أي حالة أخرى.. شريطة “التثبت”، كثير من مشاكلنا أننا لا نتثبت، وننساق وراء أحاديث الآخرين.. الأمر الآخر يجب عدم الانسياق وراء عاطفتنا.. العاطفة أحيانا تقودك إلى التهلكة!

بقي رجاء مهم: أعتقد أنه يجب محاسبة الملحقية الصحية السعودية في الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تتواضع، لم تتحرك، لم تبحث عن تلك الفتاة، أو تقوم بزيارتها، أو التفاعل معها، أو توضح حقيقتها للرأي العام.. حتى اكتشف المجتمع الحقيقة بنفسه.. يجب مساءلة موظفي الملحقية دون أدنى مجاملة أو محاباة.. انتهى زمن المجاملات.

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *