حمى الدارسين على حسابهم!

منذ عدة أشهر والجميع يتابع مطالبات الدارسين على حسابهم لبرنامج الابتعاث، تفتح مواقع التواصل الاجتماعي تجد مطالبات الدارسين على حسابهم، تفتح الإيميل تجد مطالباتهم، تفتح المايكرويف.. الثلاجة.. الشباك.. السيارة يظهر لك الدارسون على حسابهم وهم يكررون مطالبهم المشروعة بضمهم إلى برنامج الابتعاث، وحين صدر الأمر السامي الكريم بضمهم إلى برنامج الابتعاث استبشرنا خيرا بانتهاء معاناة أكثر من 12 ألف طالب وذويهم ولكن كما يقول المثل الشعبي: (الرازق في السماء والحاسد في الأرض)!.

حيث (استقعدت) وزارة التعليم لهؤلاء الطلبة وبدأت بتنفيذ الأمر الملكي في أضيق الحدود وتم ضم فئة محدودة جدا لا تشكل رقما يذكر قياسا إلى المجموع الكلي لعدد الطلبة الدارسين على حسابهم، فبدأت حملات إلكترونية لهؤلاء الطلبة: في تويتر في الفيس بوك في الصحف في الشارع في الأرض في السماء في البحر.. هاشتاقات، رسائل، مناشدات، معاريض، وطوفان لا ينقطع من المطالبات دون كلل أو ملل كل دقيقة وكل ثانية.

وأنا بصراحة لا ألوم هؤلاء الطلبة على هذه الحمى الإلكترونية لأنهم تكبدوا قروضا كي يصلوا إلى دول الابتعاث وهم لم يذهبوا إلى تلك الديار البعيدة للسياحة بل لطلب العلم وخدمة وطنهم مثلهم مثل زملائهم الذين يدرسون على نفقة برنامج الابتعاث والغالبية العظمى منهم مستعدة لتطبيق كافة شروط وزارة التعليم ولكن اللوم يقع على وزارة التعليم التي أصبحت تتفنن في وضع الشروط والعراقيل كي تتخلص من هذه المشكلة التي كانت شريكا أساسيا فيها، خصوصا وأن هؤلاء الطلبة حين اقترضوا من البنوك وتكبدوا عناء السفر كانوا يعولون على النظام المعتاد لوزارة التعليم العالي (قبل دمجها مع التربية) والذي كان يسمح بضم الدارس على حسابه في الخارج إلى البعثة متى ما كانت جامعته معتمدة وتخصصه مقبولا وتحصيله العلمي جيد ولكن فجأة تم إغلاق الباب في وجوههم وكأنهم طلبة من الكونغو أو الإكوادور وليسوا مواطنين مثلهم مثل بقية إخوتهم المبتعثين على نفقة الدولة.

أنا لا أعتقد بأن الطلبة الذين يدرسون على حسابهم يقيمون اليوم في دول الابتعاث بل هم (متكين) في هاشتاقات تويتر يطالبون ويناشدون ويبحثون عن أي وسيلة لإيصال صوتهم إلى صاحب القرار، ولكن ما الفائدة فوزارة التعليم لا تريد أن تستمع إليهم وليس لديها أي خطة لاحتواء هذه المشكلة وإيجاد حلول تكون كفيلة بتحقيق تطلعات الطرفين (الطالب والوزارة).. كل ما فعلته هو ضم أعداد محدودة جدا للبعثة وجلست تتفرج على معاناة هؤلاء وكأنها تقول بأنها غير مسؤولة عن مشكلتهم.. وهذا بالطبع موقف غير صحيح فكونها لم تكن سببا في بداية المشكلة فإن ذلك لا يعفيها من مسؤوليتها عن حلها.

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *