صديقي الشيعي حسين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بلهجته الحساوية الفاخرة، لا يتوقف عن رمي القفشات الجميلة وبث روح المرح والحيوية في المكان، قبل أن يعود ليسرد حكاياته الطفولية مع النخل والماء والبساتين في بلدته المبرز، وكيف أنها صنعت منه إنسانا محبا للحياة والناس والفن وكل ما هو جميل وأخضر.
جاء حسين إلى جدة موظفا في إحدى الشركات، بعد أن وافق أن يكون “جوكر” يخدم الشركة كل عام في مدينة، وتنقل بين مدن الشمال والجنوب والغرب، وحرص على يكون هذا الترحال مصنعا للأصدقاء، فأصبح له في كل مدينة رفقة وفي كل مشوار صاحب.
يتحدث بأريحية عن مذهبه الشيعي ويتقبل أسئلة أصدقائه الملغومة بصدر رحب، ثم يجيب عليها، وفي كل مرة يؤكد أن هناك لغطا كبيرا حول التشيع، نافيا تماما كل ما يتردد من أقاويل حول حكايات التمادي في اللطم وسب الصحابة والانتقاص من الرموز الدينية.
يقول: “هؤلاء غلاة الشيعة ومثيرو الفتن، ولا يمثلون المذهب الشيعي المتسامح، بل إنهم يواجهون حربا شرسة من قبل جميع الشيعة، مشايخهم وعوامهم، وهم منبوذون لا أحد يقبلهم ولا يقبل قولهم”.
ويؤكد جازما أن اللطم عند الشيعة طقس ديني بسيط يمارس على شكل تربيت على الصدر وفي مناسبات قليلة جدا، وما يظهر في بعض الإعلام من عنف ودماء ليس له وجود، خصوصا في المدن الشيعية السعودية، ويعتبره الناس من الغلو المكروه والمقزز.
اعتاد حسين على تلك الأسئلة التي تأتي مباغتة، حول مذهبه الشيعي، ولا يجد حرجا في الرد عليها، وأحيانا يضطر إلى الضحك كردة فعل تجاه بشاعة الصورة في أذهان أصدقائه من مكة والقريات وجازان، ثم يحاول إيضاح ما يلزم إيضاحه دون تحفظ، لكنه في كل مرة يعود ليؤكد أنه لو وجد هناك اختلاف في المذهب بينه وبين الأصدقاء الذين يشاركهم اللحظات والمصير، فلا اختلاف بينهم في الانتماء لهذا الوطن وترابه ومقدراته.
حسن الحارثي
نقلا عن “الوطن”