متى نرى الرغيف أهم من الكورة؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
شخصياً عندما أسمع لعلعة الفضائيات عن فعالية رياضية تقام في أفريقيا يضيق صدري وأسأل نفسى عن هذا العمى النهاري والليلى!.
وبنظرة فاحصة أقدم تقارير تكشف عن المفارقة الفادحة بين مستوى الإنفاق على تلك الفعالية ومستوى الفقر الواقع في نفس القارة في دول الجوار، ليبدو لنا الموقف كأن طفلاً يحتضر جوعاً وهو على أعتاب قصر يشتم رائحة الشواء تفوح من داخله، بينما هو يصارع الموت ولا يجد كسرة خبز يابسة ولو حتى ملوثة بالتراب!.
منذ أن بدأنا ندرس علم الجغرافيا في الابتدائية ونحن نقرأ أن قارة افريقيا غنية بمواردها من أنهار وزراعة وثروة حيوانية ونحاس وذهب وفلزات ومعادن.. إلا أننا نرى الآن وعبر محطات الإرسال الفضائي أقواماً ذوي هياكل نحيلة، وجوعاً وفقراً وسوء تغذية وأمراضاً فتاكة. حتى إن المحسنين من أصحاب الجمعيات الخيرية يحفرون لهم آباراً للشرب.
كما نرى في الجانب الآخر من العالم الغربي جسوراً تعبر خلجاناً، وممرات تحت الماء، وبحوثاً تظهر بين حين وآخر عن كيفية التعامل مع الحيوانات الأليفة. وفي إحدى قرى إنجلترا رأينا مستشفى للحيوانات الأليفة. وفنادق (خمس نجوم) لرعاية وكفالة الكلب أو القطة أو الببغاء، والوصاية عليها في غياب أصحابها في إجازاتهم السنوية!.
والمتتبع لأخبار السياسة يجد أن الثمانية الكبار يبدأون ويختتمون مؤتمراتهم الدورية بالتعهد المقرون بالإلزام والفرض والواجب بمساعدة افريقيا وانتشال ما تبقى من هياكل سكانها من الفقر والجوع والأوبئة. لكن تلك القرارات تتبعثر وتتبدد ثم تتلاشى!. ثم نجد أن أكثر العون يذهب إلى الأنظمة! من أجل نشر وبسط الديمقراطية..! وحقوق الإنسان!.
أعتقد – وهو مجرد اعتقاد – أن الممارسات السيئة والتي تكاد تتركز في الأفارقة، لم تأت إلاّ من عظم العَوز وتفاقم الحاجة. فالسجون والزنزانات أطيب منزل! أو هي السكينة والرفاهية!.
عبد العزيز المحمد الذكير
نقلاُ عن “الرياض”