الوزير والاستجداء!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قلت لوزير الصحة أحمد الخطيب ممازحا إنني لن أنتقد وزارته قبل مرور مهلة الـ١٠٠ يوم المتعارف عليها عند تولي المسؤول الجديد مسؤوليته، فقال بل انتقد من الآن!
والحقيقة أن الوزراء لا ينتظرون النقد في وسائل الإعلام، فالنقد يسبقهم أينما ذهبوا، ويلتقيهم أينما توجهوا، والمسؤول الباحث عن النجاح وحده هو من يعتبر النقد أداة تعينه على كشف الأخطاء والسلبيات واقتراح الأفكار وإيجاد الحلول!
في عرعر، طلب وزير الصحة من مواطن رمى عقاله أمامه ليطالب بنقل زوجته، ألا يستجدي مطالبه، فهي حقوق لم يوضع المسؤول إلا لتلبيتها، وهذا كلام جميل من مسؤول يرأس أكثر الأجهزة الحكومية اتصالا بأهم حاجات الناس، فأي حاجة أهم من الصحة؟!
لكن هل يملك المواطن أحيانا ألا يستجدي حقوقه ويكتفي بالمطالبة بها ليحققها له المسؤول؟! هذا السؤال يجيب على نفسه، فلو تحققت المطالب بالاستحقاق وحده لما احتاج أحد للاستجداء، ففي حياة كل مواطن قصة معاملة متعثرة، أو تجربة طرق باب مغلق، أو ذكرى استجداء مريرة!
وعندما يدرك كل مسؤول وموظف أنه لم يوضع في مكانه إلا لخدمة الشعب، فعندها ربما لا يضطر المواطن لاستجداء حقوقه ومصالحه المشروعة، فهناك من يتعامل مع المواطن كما لو أنه هو صاحب الفضل والمنة، وينسى أنه يعمل لدى الدولة لخدمة أبناء الدولة!.
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”