حوسة الخطوط يوم الغبار !

مر أسبوع كامل على عاصفة الغبار التي حجبت الرؤية في أغلب مدن المملكة ودول الخليج ولا زال ثمة غبار يخفي ما حدث في مطارات الرياض وجدة والدمام يوم الخميس الماضي، انتظرت بيانات الخطوط السعودية وهيئة الطيران المدني فلم أجد سوى الاعتذارات (المغبرة) بعد إلغاء مئات الرحلات في يوم واحد، لم يكن ثمة تفسير سوى أن السيد الغبار هو المسؤول عن تكدس هذا العدد الهائل من المسافرين.

حسنا سأروي لكم قصتي البسيطة يوم الخميس الماضي كي أتقاسم معكم لحظة الاستغراب التي بقيت عالقة في ذهني لمدة أسبوع كامل دون أن تزيحها بيانات الخطوط السعودية وهيئة الطيران المدني، ففي الساعة الثالثة كنت في رحلة عمل من الكويت إلى دبي قبل الانطلاق إلى رحلة عمل أخرى وعلى موعد مؤكد مع زميل آخر سوف يأتي إلى دبي من الرياض، كان في الكويت غبار قليل من بقايا عاصفة البارحة مثلما هي حالة الرياض، بينما كانت دبي غارقة هي وأبراجها الشاهقة في الغبار، طارت الطائرة دون أدنى مشكلة مثلما طارت جميع الطائرات في المطار ووصلت إلى دبي مثل بقية الطائرات وذهبت من مطار دبي إلى مقر الاجتماع وكان السائق طوال الطريق يروي لي قصة الغبار الذي لم تشهد له دبي مثيلا من قبل وبقيت بعض آثاره على السيارات.

في الاجتماع كنا في انتظار صاحبنا الذي سوف يأتي من الرياض قبل أن نسافر جميعا في رحلة عملية أخرى، فأتصل مؤكدا تأجيل رحلته عدة ساعات بسبب الغبار، استغربنا لأن الغبار انتهى في الرياض ودبي، وبعد ساعة تقريبا بدأت الفوضى الخلاقة التي لم تنته حتى صباح اليوم التالي: ألغيت الرحلة.. ركبوا الطائرة.. نزلوا من الطائرة.. تم تحويل مسار الرحلة.. ثمة طائرة سوف تأتي من مطار آخر وهكذا في نصف ساعة قصة جديدة، وبينما كان المسافرون يتكدسون بصورة مؤسفة في مطار الرياض كانت طائرات الخطوط الأخرى تطير من الرياض إلى مطارات الإمارات والبحرين دون أدنى مشكلة، وكأن طائراتنا وحدها المصابة بالربو والحساسية الشديدة من الغبار !.

هل كانت المشكلة في الغبار حقا؟، أم في جدولة الرحلات؟، أم في قلة حيلة قيادات الخطوط السعودية، أم في غياب خطط حقيقية لإدارة الأزمات، باختصار ما حدث الخميس الماضي كان شيئا مخجلا وإلقاء اللوم على الغبار أمر لا يخلو من المراوغة المكشوفة، وإذا بقيت المشكلة (مغبرة) هكذا دون تفسير واضح فإنها بالتأكيد سوف تتكرر مرة أخرى.

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *