يا شين (اللقافة) شيناه
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يؤكدون أن البسمة الفاتنة هي أجمل زينة مكملة لفستان رائع ترتديه امرأة.
هذا من وجهة نظري الطماعة أمر لا شك فيه، ولكن يا حسرة مين يحصله بجمع الحسنيين دون أن يغمى عليه من شدة الفرحة أو المغص.
ما علينا، فقد قسم الله لعيني هذه التي سوف يأكلها الدود حتما – هذا إذا لم أقض نحبي غريقا لتأكلها الأسماك، أو حريقا لتشعوطها ألسنة اللهب –
لا حول ولا قوة إلا بالله، ما لي ومال هذا الكلام الذي أكتبه الآن والمرسمة من هوله أخذت ترتعش من بين أصابعي، إلى درجة أنها سقطت من يدي ثلاث مرات ؟!
المهم وبعد أن تعوذت من شياطين الإنس والجن، لا بد أن أشرب عدة جرعات من الماء البارد لكي أسترد أنفاسي على الأقل.
وها أنذا ولله الحمد قد شربتها واسترددت البعض منها، لهذا أعود لصاحبة البسمة الفاتنة وأقول:
إنني كنت شاهدا على ذلك في محفل يضم عشرات الأشخاص في إحدى قاعات فندق في أوروبا، ولفتت نظري إحدى الحسناوات وهي تسير مبتسمة ومنتشية، واثقة الخطوة تمشي كأنها فرس، وكدت من فرط إعجابي أن أصفق لها، لولا أن لاحظت أن سستة فستانها ليست مفتوحة من الظهر فقط ولكنها مفروطة، فقلت لمن كان بجانبي: انظر، انظر، المسكينة ما هي دارية على حالها.
فقال لي الخبيث: هيا قوم نبهها.
وأخذ محسوبكم الساذج نصيحته الشيطانية تلك مأخذ الجد، ومن هبلي اتجهت ناحيتها وأنا أشير بكل براءة إلى ظهرها على أمل أن تستر نفسها مقتديا بالحديث الشريف القائل: من ستر على مؤمن في الدنيا، ستر الله عليه في الآخرة، وفوق ذلك كان منظرها (مقززا) فعلا، وما راعني إلا عندما التفتت لي بغضب وهي تمطرني بألفاظ سوقية ما أنزل الله بها من سلطان، والمصيبة المركبة أن صوتها كان ملعلعا مما لفت أنظار الجميع الذين توقفوا عن الأحاديث مع بعضهم وأخذوا يحدجونني بأعينهم التي ليس فيها أي ود واحترام، بل إن بعضهم تفوهوا بكلمات لا تشرفني بأي حال من الأحوال.
فتجمدت في مكاني لعدة ثوان لا أدري ماذا أقول، ورجعت القهقرى كأي (جربوع) نسي قدرته الفائقة على القفز.
وبالصدفة كان حاضرا في هذا المحفل مجموعة من إخواننا أهل الخليج، وما إن عدت وجلست في مكاني، حتى أتاني رجل بطين منهم، ووقف على رأسي يسألني وهو يترنح: هل أنت خليجي؟!
أجبته بصوت خافت: نعم، فقال: والله (والتبن)، لقد فشلتنا الله يفشلك، متى تتعلمون يا (حونش)؟!، رمى بكلمته تلك في وجهي ثم أدار لي ظهره العريض وذهب وهو (يتفاحج).
هل تصدقون أنني ساعتها كدت أن أكره كل نساء العالمين، وأساسا (اشلي واشل السستة) الله لا يبارك فيها، سواء كانت مسكرة أو حتى مفروطة ؟! – فعلا يا شين (اللقافة) شيناه –
مشعل السديري
نقلا عن “عكاظ”