«سيلفي» مع حاوية قمامة !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هب المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي هبة رجل واحد ضد تصرف شاب التقط لنفسه صورة مع حاوية قمامة كان بداخلها طفلة ترتدي فانيلة أحد الأندية الرياضية مع كتاب تعليق يفيض عنصرية وتعصبا !
الشاب قدم اعتذاره وأبدى ندمه، لذلك هو ليس محور مقالي اليوم، وإنما محوره المجتمع الذي هب لانتقاده، تخيلوا لو أن هذا المجتمع تعامل بنفس الفاعلية وروح المثالية مع جميع الأخطاء والسلبيات التي تنخره، أي مجتمع مثالي وعصري ومتقدم كان سيكون ؟!
تخيلوا لو أن كل واحد منا ممن انتقدوا الشاب على تصرفه الخاطئ نظر إلى المرآة وعالج أخطاءه وسلبياته بنفس الروح المثالية، أي عنصر إيجابي وفاعل ومنتج في المجتمع سيكون ؟!
ما فعله الشاب المخطئ لا يختلف كثيرا عن تصرفات عديدة نمارسها أفرادا وجماعات في حياتنا اليومية تبدأ بمخالفة القوانين وتنتهي بمخالفة الأعراف التي تنظم حياة المجتمعات على أسس من الانضباط والعدالة !
كل ما ينخر المجتمع من فساد وتجاوزات وقصور وفشل، أو يتحقق من نجاح وتقدم ورقي هو من صنع الإنسان أيا كان موقعه، وهذا الإنسان لم يهبط من كوكب آخر، بل هو إنسان المجتمع، هو أنا وأنت وهو !
باختصار مجتمعنا هو صنع أيدينا .. هو انعكاس صورتنا .. هو «السيلفي» الخاص بنا !
خالد السليمان
نقلا عن “عكاظ”