شكرا سعود العريفي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اعتدت بين فترة وأخرى الكتابة هنا عن بعض الكفاءات السعودية التي تقدم للوطن بشكل مباشر وغير مباشر مساهمات، سواء مالية أو فكرية أو معنوية، وبالذات تلك الشخصيات التي لم يقترب منها الإعلام أو التي لا تسعى هي إلى الظهور.
المهندس سعود العريفي رجل أعمال غير تقليدي، شق طريقه بالمثابرة والجهد والتعب وعندما كبر وكبرت شركاته لم يكن بعيدا عن مجتمعه، ولم ينس وطنه الذي أتاح له فرص النجاح فبادله بالعطاء ومد يد العون لكل عمل وطني، وبخلاف عدد ليس بقليل من رجال الأعمال الذين عندما تمتلئ خزائنهم بالأموال يبخلون على الوطن وعلى المواطنين ويعيشون في معزل عن مجتمعهم.
نحتاج إلى رجال الأعمال الذين يسهمون في تعزيز العمل التطوعي والمعرفي والثقافي في المجتمع، ولعل المهندس سعود نموذج لرجل الأعمال غير الأناني الذي يبادر ويعطي ويلتفت إلى كثير من الأنشطة والجهود ليدعمها ماليا ومعنويا دون ترديد العبارة التي دأب الكثير من رجال الأعمال والمال على ترديدها بأن “الدولة ما عليها قصور”، فالموضوع أكبر من ذلك، ثم إن من تذوق طعم التطوع والمبادرة والمشاركة في خدمة وطنه ومجتمعه لن يردد عبارة “الدولة ما عليها قصور”، فضلا عن أن من يحتسب فيما يقدم ويبذل لن ينظر إلى ما يقدم على أنه نقص، بل زيادة في الدنيا والآخرة.
المهندس سعود العريفي يثير بين متابعيه مزيجا من الإعجاب والدهشة. فالإعجاب، لأنه حقق نجاحا باهرا في بحر سنوات، إذ تمكن من تنمية أشغاله وتطوير مشاريعه وتوسيعها، فرحلته تحفل بمعان كبيرة من بينها المثابرة وطول النفس وتعدد الإنجازات التي جعلته من بين أهم رجال الأعمال اللافتين، وبات واحدا من الكبار في مجاله، لكن دون أن يتخلى عن أخلاقيات المنافسة التي ألزم نفسه بها منذ البداية، فأكسبته احتراما واسعا ومكانة متميزة في مختلف الأوساط.
أما المدهش فهو أنه حافظ على قربه من قضايا مجتمعه وظل حريصا على متابعة مجالات الاحتياج التي يمكن أن يمد يد العون إليها، هو يؤمن أن مثل هذا الدور جزء من واجبه تجاه المجتمع، وبقدر ما هو رد لجميل الوطن الذي هيأ له أسباب النجاح، هو يؤمن أيضا أن رجل الأعمال الناجح ليس من زادت أرصدته، وإنما من كان دوره وحضوره فاعلا في مجتمعه.
يدعم المهندس العريفي كثيرا من الفاعليات على امتداد الوطن. وشخصيا أعرف أنه يسهم بسخاء في دعم العمل والأنشطة الثقافية والمعرفية، بل إن له مبادرات في هذا المجال كلفته ملايين الريالات وأسهم بها في نشر المعرفة بين قطاعات متنوعة من المواطنين.
شكرا للمهندس سعود العريفي الذي بات رافدا للمعرفة والثقافة، مثلما هي شركاته التي تعمل لصالح الوطن.
طارق إبراهيم
(نقلا عن الوطن)