عميل أمريكي سابق : لا تحققوا أمل “داعش” في التصعيد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عناوين – متابعة
حذر علي صوفان، العميل السابق بوحدة مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI ومؤلف كتاب “الرايات السوداء: قصة هجمات سبتمبر والحرب على القاعدة من الداخل” من “رد فعل مبالغ فيه” من قبل دول التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” قائلا إن التنظيم يبحث عن رد من هذا النوع لتجاوز مرحلة “النزيف البطيء حتى الموت” التي تسببها له الضربات الجوية.
وقال صوفان في في مقابلة مع CNN الأمريكية نشرتها اليوم ودارت حول إحراق التنظيم للطيار الأردني، معاذ الكساسبة: “صوفان: داعش ينقل وحشيته إلى مستويات جديدة، ولكن يجب النظر إلى ما يحصل لهذا الطيار الشجاع، معاذ الكساسبة، الذي تعرض للإحراق أولا ثم ألقى المسلحون عليه كميات من الردم بمحاولة لتقليد ما يحصل عند وقوع غارة جوية، إذ يتعرض الناس للحرق أولا ثم تنهار الأبنية عليهم، ولكن هذا بالطبع لا يبرر وحشية داعش وعقليته التي دفعته لتنفيذ هذه الجريمة الوحشية.”
وعن ما يكشفه التسجيل حول وضع داعش قال صوفان: “لا بد وأن القرار قد جاء من القيادة العليا للتنظيم، كما أن زيادة وحشية أعمال داعش في الفيديو نابعة من مقدار الخسائر التي يتعرض لها التنظيم الذي خسر كوباني مؤخرا، كما خسر 30 قرية مجاورة لها، أما الجهاديون الأجانب الذين يقصدون سوريا حاليا فمعظمهم ينضم إلى جبهة النصرة وليس لداعش، كما أن فصائل إسلامية أخرى في المعارضة السورية تحقق تقدما على الأرض على حسابه بالمنطقة المجاورة للحدود التركية. لقد فقد التنظيم في كوباني المئات من خيرة جنوده وتراجعت في الوقت نفسه مستويات التطوّع فيه.”
ورأى صوفان أن مجهود داعش الحالي خارج سوريا والعراق إنما يصب في إطار سد النقص الحاصل لديه بالمقاتلين قائلا: “ما يحاول داعش القيام به حاليا هو تطوير شبكات تابعة له في أماكن مثل ليبيا واليمن وباكستان والهدف منها ليس انتزاع زعامة التنظيمات الجهادية العالمية من القاعدة وإنما ببساطة السعي لتجنيد مقاتلين لأنهم بحاجة ماسة لهم.”
ولفت الخبير الأمني الأمريكي إلى أن داعش “يدفع ثمن شراسته ووحشيته التي تعلمها بعض قادته من عملهم في أجهزة الأمن والجيش بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين” على حد قوله.
وحذر صوفان من رد مبالغ فيه على عملية قتل الكساسبة قائلا: “لا بد للأردن من أن يرد، وله كل الحق في ذلك، ولكن الأمر يعتمد على طبيعة الرد، إذا كان الأمر سيقتصر على زيادة الضربات الجوية فما من مشكلة في ذلك، ولكن داعش يبحث عن عملية صادمة ينفذها التحالف الدولي أو أي طرف آخر لإشعال معركة يمكن للتنظيم معها إظهار نفسه بمظهر الراغب بالقتال.”
وأضاف شارحا: “الضربات الجوية هي استراتيجية طويلة الأمد تشبه قتل الإنسان بإحداث ألف جرح صغير في جسده، وهم يحاولون الرد عبر القول بأن المئات وربما الآلاف من مقاتليهم قضوا في كوباني وديالى ولكنهم لن يتراجعوا ويحاولون دفع العالم إلى رد فعل مبالغ ينقذهم من ورطتهم الحالية المتمثلة بالموت البطيء.”