وأيُّ “محمد النفيعي” مات؟

تناقلت الأخبار أن »شاعر الناس«/ »محمد خالد النفيعي« نعى الشاعر الضخم »رشيد الزلامي« بتغريدة مقتضبة، ثم سلم الروح لبارئها بعد ساعات؛ ليعيدنا إلى السؤال الجدلي من جديد: من الذي يموت دائماً؟ الشخص أم المبدع؟

ورغم أن الإجابة واضحة منذ الزميل (المُزَيَّف)/ »امرئ القيس«، إلا أننا ما زلنا نصرُّ على نعي »الشخص«، وتأبين »الشخص«، وتكريم »الشخص« بدرع زائد من جوائز (أبله نويِّر يا عيوني)! وحتى هذه لم يحظ بها »محمد النفيعي«؛ لأنه »معلم«، والمعلمون محسودون على »السلم«، الذي كان الأفضل في »طائرة« الموظفين السعوديين! وصدق الشاعر الفلسطيني المعلم »إبراهيم طوقان«:

يا من يرومُ الانتحارَ وجدتَه * إنَّ المعلِّم لا يعيش طويلا!

فقد بدأ »النفيعي«، معلم اللغة العربية، يموت تدريجياً (وبرواقة)، منذ صعقته »الجلطة القلبية« وهو يطرق باب »الخمسين«، قبل نحو عشر سنوات،!!

ولم نسمع أنه رفَّ طرفٌ لـ»وزارة التربية والتعليم« لعلاجه، أو تقديم باقة ورد.. »ورد« عاد؟ أستغفر الله.. قل »تنكة تمر« بحبة »البركة«، أو قارورة »عسل« (مقريٍ بُوه)! إلا إن كان طرفها مشغولاً بابن عمه الشاعر والمعلم أيضاً »محمد الثبيتي«، الذي لحقه في »الجلطة«، وسبقه إلى دار الخلود!!

ولكن ما أدراك لعلها »تأخيرة فيها خيرة«؟ فماذا لو قاد الآن، زميلهما الشاعر العظيم/ »دايم السيف« (وهو »مجموعة إنسان« منها الأمير الوزير خالد الفيصل) حملة تبرع بمبلغ (100) ريال فقط من كل موظف بمسمى (معلم)؛ لتأسيس صندوق تكافل خاص بالمعلمين والمعلمات، الأحياء منهُمْهُنَّ والأموات؟ وربما (وربما فقط) دفعت هذه الخطوة وزارة »الثقافة والإعلام« لاتخاذ مثلها، لتفعيل دعوة سيدنا/ »أحمد السباعي«، منذ الخمسينات الميلادية، إلى تأسيس ما يسميه الزميل الجميل/ »محمود تراوري« بـ(الصندوق الأسود)؟

أما الشاعر/ »محمد النفيعي«، فقد قال العملاق »عباس محمود العقاد« عنه وعن أمثاله من المبدعين:
خلعتُ اسمي على الدنيا ورسمي * فما أبكي: رحيلي أم مقامي ؟

إنه (النفيعي وليس العقاد) من جيل »المتصدر«/ »فهد عافت«، »المختلف« الذي جعل الكلمة كرزةً حمراء شهية، بين غمَّازتي صبيةٍ شمالية، لا تدري إلى اليوم: »مرعية.. ولاَّ بلا راعي«؟!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *