الوزارة تفتح السحارة !!

ما إن أعلنت الوزارة معجزة: (3 أيام دوام معلمات النائية)؛ حتى طار في العجة (شعب الفقاقيع)، وملأ «تويتر» تغريداً و(غرغرة)؛ بل إن إحدى الصحف الرسمية وصفته بـ(القرار التاريخي)! معتمدةً على ذاكرة الجماهير المُزهمرة خلقة!!

ولكن المفاجأة الحارة غير السارة، أن «الزهايمر» حقيقةً: ليس نسياناً؛ بل هو «كَبُّ عشاء» الذاكرة، والعقل الباطن كله! فتلك الخطة، وليكن عنوانها: (تقسيط شهيدات الواجب)، ليست جديدة، ولا مطورة، بل هي تشويهٌ مرتجل، لمشروع أعده سعادة الأستاذ/ «صالح الحميدي» (عضو مجلس الشورى)، حينما كان «وكيل الشؤون الإدارية والمالية» لثلاث وزارات سابقة! وكان يهدف إلى ضرب عصفورين بحجر واحد: تحقيق أقصى ما يمكن من حاجة المدارس (الماسَّة إلى اليوم) من المعلمات، وتقليل البطالة بإيجاد (نصف وظيفة رسمية) بدلاً من (بند) كامل غير رسمي؛ حيث تشترك معلمتان في وظيفة واحدة، وتقتسمان العمل وأيام الدوام بينهما! وحسب حصة كلٍّ منهما من العبء تكون حصتها من الأجر: فإذا كان راتب الوظيفة مثلا (6000) ريال شهرياً، أي (200) ريال يومياً، وقبلت «زعيطة» أن تعمل (3) أيام، وشريكتها «معيطة» يومين فقط، كان أجر الأولى (2400) ريال، والثانية (1600) ريال! وبإضافة أجر الإجازة الأسبوعية (الألفين الباقيين) مناصفةً، يكون راتب «زعيطة» (3400) ريال، و«معيطة» (2600) ريال! صح يا جماعة؟ صفقوا طيب!!
شكراً.. وقبل أن يبرد التصفيق: تعالوا نقسم عدد المعلمات على عدد المدارس!

لقد حسبها أكثر الأصدقاء تفاؤلاً باللاعب الفنان (يوسف الثنيان)، فكانت النتيجة: (15) معلمة لكل مدرسة! ولم يراعِ فوارق التوقيت بين «الرياض» أو «جدة»، وبين هجرة في «قريح»، لا يتجاوز عدد الطالبات فيها غنم الزميل «جحا»!

وإذا استحضرت عدد الطالبات في المملكة، فإن أقل التقديرات للمطلوب الفعلي هو: (50) معلمة لكل مدرسة! ما يعني أن «الوزارة» ما تزال تسعى لتوفير (70%) من احتياجها؛ فبأي منطقٍ تعين معلمةً واحدة خارج رغبتها، قبل أن تسد هذا العجز الفادح، في المناطق التي تعاني من تكدس الطالبات بشكل لا يطاق؟

وكان «الحميدي» قد بشَّر باعتماد مشروعه، وفصَّله للإعلام، ولكن…..

فجأة أعفي «الوزير» من منصبه؛ بناءً على طلبه! وذهب المشروع مع الظلام إذا أوقدت شمعة!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *