“ما انشقت بس تخر”!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ويساق هذا القول الشعبي الساخر للتعبير عن تفاقم المشكلة دون أن يشعر أطرافها بالحال التي وصلت إليها!
فما لا تظن أنه مشكلة هو المشكلة بذاته، وما لا تعتقد أنه خسارة هو الخسارة بعينها.. أكثر الأمثلة سخونة “قهوة نزاهة”، ولن أتحدث عنها، فقد مل الناس منها ومن “مذاقها”، لكن حينما يخرج مسؤول “تخين أوي” من مسؤوليها ويقر أمام الملأ أن القاعة التي احتضنت ندوتها “مجانية”، فقط القهوة تكلفت عشرين ألف ريال فهذا دليل على أن السالفة “تخر” من كل الاتجاهات!
– هذه القهوة الساخنة تقودنا إلى آلية تنظيم المؤتمرات والندوات والملتقيات في الداخل.. حضرت اجتماعات في الداخل والخارج.. الذي يلفت انتباهي أن اجتماعات الداخل “تخر” بغزارة!
حضرت اجتماعات كثيرة، وحدثتكم قبل مدة عن اجتماع عقده مسؤول حكومي في الخارج.. كانت طاولة الاجتماعات خشبية أنيقة.. ستة مقاعد في الجانبين.. لا يوجد أشخاص يقفون في الخلف.. لا يوجد مشالح ذات زري عريض.. خالية من أي ورود أو عصيرات أو مشروبات أخرى أو مناديل.. فقط كل شخص أمامه كوب من الشاي.. لا شيء آخر.. طاولة توحي لك بأنك في بيئة عملية جادة لا وقت لديها لتضيعه.. كان هناك اجتماع في الداخل.. لم أتمكن من معرفة ماذا حدث في ذلك الاجتماع!
– غلَب التكلف على حياتنا.. الخاصة والرسمية.. نظن على الصعيدين أن البساطة تسلبنا شيئا من قيمتنا و”هيبتنا”. وأننا كلما كنا أكثر تكلفاً كانت أهميتنا كبيرة و”هيبتنا” أكبر!
– مرة أخرى: لابد من نزع التكلف من هذه الاجتماعات.. طاولة الاجتماع تعكس بشكل أو بآخر طبيعة وجدية الاجتماع.. لا يأتيني إحساس أن اجتماعات بهذه التكلفة العالية والتكلف الممقوت ستنتج لنا قرارات نافعة.. هي تبدو وكأنها مناسبات لالتقاط الصور.. ربما يكون إحساسي خاطئاً.. أرجو ذلك.
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”