أهالي الطائف يرفضون أمينهم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لعلها المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتمكن فيها أهالي مدينة من تعطيل مسؤول بحجم أمين الأمانة، وذلك بعد رفض تكريمه والتبرؤ من دعوة التكريم التي حملت اسم الأهالي، وهو ما حدث في الطائف خلال الأيام الماضية، إذ كان من المفترض أن يكرم الأمين فإذا بالأمر يأتي من الإمارة بإيقاف الحفل وإحالة الداعين للتحقيق.
حملت لغة أبناء الطائف الغاضبة رفضا قاطعا لتكريم الأمين عبر أكثر من “هاشتاق” على “تويتر”، وهو ما تم لهم بالفعل، وسردوا عبر التغريدات الكثير من الآلام والهموم التي يعانيها الأهالي في عروس المصائف، بعد أن وصلت مدينتهم إلى حال متدن من الخدمات والمستوى السياحي، وعبروا عن استيائهم من كل مشروعات الـ ١٥ عاما، وأكدوا أنهم يرفضون أن يكونوا “كومبارس”، ويتحكم فيهم مجموعة من المرتزقة، بحسب تعبيرهم.
الحقيقة الواضحة والجلية اليوم ومنذ سنوات، أن الطائف لم تعد تلك المدينة الجميلة النظيفة الجاذبة، بل أصبحت غريبة حتى على أبنائها، فلم تعد بها سياحة حقيقية كما كان في السابق، وحتى حصولها على لقب عاصمة المصائف ليس سوى مجاملة لا تحمل الجدية، فالطائف تعيش حاليا مرحلة صعبة تنمويا وسياحيا، والأهالي أصبح لديهم من الوعي ما يكفي لاكتشاف ذلك ومحاولة التغيير للأفضل.
بالطبع لا يتحمل الأمين كل هذه المشكلات المتراكمة، ففي النهاية هو موظف يؤدي ما هو مطلوب منه، وتراجع الطائف وفقدانها أهميتها السياحية ودورها التنموي شأن يتحمله جميع المسؤولين، لكن الأمين المكرم كان له الفضل بعد الله في إخفاء أهم هوية سياحية للطائف وهي الشجرة، حين قرر أن يقطع الأشجار في الشوارع والحدائق وفي كل مكان ففقدت الطائف خضرتها الدائمة وتحولت إلى مدينة عادية لا إضافة فيها ولا نكهة لها، ولم تعد الطائف رفيقة المطر.
حسن الحارثي
نقلا عن “الوطن”