تجمهروا حتى إشعار آخر!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هذا موضوع مهم من وجهة نظري. في الحادث المروع الذي وقع قبل يومين على طريق وادي الدواسر خميس مشيط، ونتج عنه سبع وفيات. تم نقل إحدى الحالات قبل وصول الفرق الإسعافية. ربما لو لم يجد المصاب من يسعفه لارتفع عدد الوفيات من 7 إلى 8!
أنا لا أنفي تهمة التقصير عن الهلال الأحمر أو الدفاع المدني، لكن كان باستطاعة الناس أن تفعل شيئا. كان باستطاعة الناس إطفاء العربات المشتعلة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أدرك أنه مع اتساع الرقعة الجغرافية للمدن، تزداد المدة الزمنية اللازمة لإنقاذ الناس. تصبح استجابة فرق الإسعاف أكثر بطئا. مهما تمت الاستعانة بالطائرات وتعددت مراكز الإسعاف والمطافئ، كثير من الناس فقدوا حياتهم لتأخر إسعافهم في الوقت المناسب.
ما الذي أريد الوصول إليه؟
لا بد من تدريب الناس على دورات في الإسعافات الأولية ومكافحة الحرائق. على الأقل يسترون النقص ويسدون العجز!
وفي ظل الوضع الحالي، أكرر اعترافي وقناعتي المتأخرة أن “التجمهر” على الحوادث له فوائده الكبرى ـ والله أقولها جادا لا هازلا ـ حوادث كثيرة مررت بها أوصلتني إلى هذه القناعة. يتجمهر الناس وينقذون المصابين قبل وصول الجهات الإسعافية بوقت طويل.
لا بد من تدريب الناس على وسائل الإسعاف. نداءاتنا للدفاع المدني والهلال الأحمر على مدى سنوات ذهبت سدى، فليس أمامنا سوى توجيه النداء إلى وزارة التربية والتعليم لتنفيذ برنامج وطني شامل يتم تطبيقه في جميع مدارس البنين والبنات، يتم من خلاله تدريب ملايين الطلبة والطالبات على طرق الإسعاف الأولية. لو فعلت ذلك لوجدنا في كل منزل إنسان لديه خبرة لا بأس بها في الإسعافات الأولية!
مرة ثالثة ورابعة: إن لم تفعل مؤسسات الدولة المركزية شيئا، فليس أقل من المبادرات الفردية على مستوى المناطق. ساعدوا الناس كي يساعدوا أنفسهم.
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”