شكرا لرصاص الفتنة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ورغم غرابة العنوان بعاليه، إلا أنني سأكرره: شكرا لرصاص الفتنة في قلب الأخت الغالية قرية (الدالوة) لأنه جمعنا إلى امتحان النجاح المكتمل في اختبارين: الأول، لأنه وحد كل القرى في جهات الوطن الأربع. من ظهران الجنوب إلى منفذ الحديثة، ومن (الدالوة) الأغلى إلى غرب ثول. كل هذه من آلاف القرى التي ضجت على مواقع التواصل الاجتماعي، تخلت عن كل أسمائها القديمة لتقول لإخواننا هناك # نحن _ الدالوة. شكرا من الأعماق لرصاص الفتنة لأنه وحد شعبا واحدا من علمائه إلى دعاته، ومن بسطائه إلى أساتذة جامعاته. شكرا لرصاص الفتنة في قلب الغالية (الدالوة) لأنه وحد شعبا مؤمنا مسلما حول حديث: (الفتنة نائمة…).
الثاني، لأن رصاص الفتنة المجرم قد امتحن فينا قدرة أجهزة الأمن على الوصول إلى الخيط الأول لشبكة هذه الجريمة الإرهابية في ظرف دقيق وزمن قياسي. وأرجو ألا تظن هذه (الدالوة) وما حولها أنها الوحيدة التي اكتوت من قبل بنار الجريمة أو الإرهاب، لأن كل القرى من حول مسقط رأسي قد اكتوت من قبل بنيرانها البغيضة التي تركت خلفها الأرامل والأطفال اليتامى. لم تكن (الدالوة) هي الأولى ولن تكون (وحيدة) في قلب هذا الجسد الواحد.
بقي أن أقول إن حادثة قرية (الدالوة) ليست في جوهرها إلا واحدة من احتمالين لا تحتمل تفسيرا ثالثا أبدا. إما أن يكون هناك عمل استخباراتي وراء هذه الحادثة بدليل المكان والزمان، وعليه فنحن نعرف أعداء هذا البلد في هذا الظرف الإقليمي الدقيق، وإما أن تكون عملا لفعل مجموعات متطرفة.
في الاحتمال الأول أقول إن هذا البلد لا يلين ولا ينكسر ولا يرضخ، وفي الاحتمال الثاني سأقول أيضا وبكل وضوح وشجاعة، ومن أجل أهلنا الكرام من ضحايا قرية (الدالوة) إنه يجب أن نفعل ما لم نقم به من قبل من أجل إطفاء الفتنة. أن نُسكت كل أفواه التحريض وأن نغلق كل قنوات إذكاء الكراهية المذهبية. علينا أن نعلم بكل شجاعة ومكاشفة أن صوت الفتنة قد تحول إلى (رصاص) حي في قلب قرية سعودية. إما أن نقفل (الأستديو) وإما أن نتغافل عن المايكرفون الذي تحول إلى (كلاشينكوف). كل الوطن اليوم بحاجة إلى معلومة واضحة وسريعة ليعرف: إلى أين نذهب؟
على الموسى
نقلا عن “الوطن”