على باب المطبخ

محمد البكر

سنوات طويلة وأنا أجلس على مائدة الإفطار في كل رمضان ، أأكل من أطباق تعدها أمي يرحمها الله . يتكرر المشهد عاما بعد عام ، دون أن أسأل نفسي: كم تعبت أمي ، كم عانت ، كم حرصت على أن يكون الطعام لذيذا ومتنوعاً؟

نقوم من على السفرة لنكمل ليلتنا الرمضانية في الحارة دون أن نقول: شكراً لك يا أمي . هذا حالي وحال كل أقراني من الشباب في مختلف بيوت الحارة . يتكرر المشهد بعد أن نتزوج ، لكن هذه المرة مع زوجاتنا . يدخلن المطبخ من بعد صلاة العصر وحتى لحظة أذان المغرب وهن يعملن بكل جهد وطيبة خاطر لإعداد مائدة الفطور . يحرصن على أن تكون السفرة متعددة الأطباق ، شهية المذاق.

لا أحب التعميم ، لكن أقول: إن غالبية الأبناء والأزواج ، يجلسون على طاولة الطعام وكأنهم رقباء مهمتهم البحث عن طبق ينقصه الملح ، أو تزيد فيه حرارة البهارات . لا يرضيهم عدد الأطباق أو تنوعها . لا يهمهم كم تعبت الأم أو الزوجة أو الأخت في إعداد هذا الطعام . ثم يقومون من على السفرة دون أن يذكروا كلمة طيبة كمكافأة لمن تعبت وعانت لتعد لهم ذلك الطعام .

قد يعتقد البعض بأن عدم تقديم الشكر لربة المنزل أمر لا قيمة له عندها . بينما الحقيقة هي أن عدم التقدير ينعكس سلباً عليها ، فتشعر بالإحباط والقلق وحتى الاكتئاب وإن لم تبدي ردة فعل .

التقدير لا يتطلب الكثير . فبكلمة طيبة أو عبارة بسيطة من الأبن أو الزوج لها ، يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في نفسيتها . ناهيك عما يتركه ذلك التصرف الإيجابي من إثراء للعلاقة الأسرية ويعززها . فلا تبخلوا على أمهاتكم أو زوجاتكم أو بناتكم ممن يبذلن الجهد لإرضائكم ، إما بكلمة طيبة ، أو برسالة قصيرة ، أو بتقديم هدية بسيطة حتى لو كانت باقة ورد .

لا تكونوا كما كان معظمنا في مرحلة شبابنا ، نأكل ونشرب ونقوم دون أن نقول لأمهاتنا شكراً وجزاك الله خيرا . رحم الله أمهاتنا ممن غادرن هذه الحياة وجمعنا بهن في جنات النعيم . وحفظ الله الأمهات اللاتي لا زلن يقدمن راحتكم على راحتهن . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *