شهد قطاع السياحة في السعودية تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا برؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية من خلال استثمارات ضخمة ومبادرات استراتيجية. في عام 2023، استقبلت المملكة 27.4 مليون سائح دولي، مقارنة بـ16.6 مليون في عام 2022، بزيادة قدرها 65%، فيما بلغ إجمالي عدد الزيارات السياحية، بما في ذلك السياحة الداخلية، أكثر من 100 مليون زيارة في نفس العام. كما وصل عدد ليالي الإقامة إلى 432.3 مليون ليلة، مقارنة بـ270.7 مليون ليلة في عام 2022، بزيادة تقارب 60%.
من حيث الإنفاق، حققت المملكة إيرادات من السفر والسياحة بلغت نحو 36 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ25.2 مليار دولار في عام 2022، بزيادة قدرها 43%. كما ارتفعت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5% خلال النصف الأول من عام 2024، مما يعكس أهمية القطاع كرافد اقتصادي رئيسي. وفي إطار تعزيز القطاع السياحي، استثمرت المملكة في مشاريع كبرى مثل القدية، والبحر الأحمر، ونيوم، بهدف تطوير البنية التحتية وجذب المزيد من السياح، حيث تُقدر الاستثمارات في هذه المشاريع بحوالي 810 مليارات دولار حتى عام 2030.
وفي خطوة لتعزيز الاستثمار في القطاع السياحي، أعلنت المملكة في سبتمبر 2024 عن إلغاء رسوم إصدار تراخيص الأنشطة التجارية للفنادق والشقق الفندقية والمنتجعات السكنية، بهدف تشجيع المستثمرين وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي. كما تم تدريب 100 ألف سعودي للعمل في القطاع السياحي خلال عام 2023، بينهم 1500 شخص تقلدوا مناصب قيادية، في إطار سعي المملكة إلى تأهيل كوادر وطنية قادرة على تلبية متطلبات سوق العمل السياحي.
تستهدف المملكة جذب 127 مليون زائر خلال عام 2025، مع تحقيق إنفاق سياحي يصل إلى 346.6 مليار ريال، كما تسعى إلى رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول عام 2030، وتوفير 1.6 مليون فرصة عمل في القطاع. وتُظهر هذه الأرقام والشواهد الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لتعزيز وتطوير قطاع السياحة، مما يسهم في تنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.
