دوام الحال من المحال
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هذه هي الحياة … لا فرح فيها يدوم ولا حزن يبقى … تتغير أحوالها بين سعادة لا حدود لها وبين ألم لا فكاك منه. كل منا يحاول أن يكون حاضره أجمل من ماضيه لكنه لا يستطيع تغيير أقداره التي كتبها الله له.
هناك أحداث تتدحرج حتى يظهر وجهها المؤلم ، وهناك أحداث تغير حياة الإنسان بين عشية وضحاها . كل له تفسيره حول أيهما أكثر إيلاما . لكن في النهاية يبقى الألم ألما .
يقول صاحبي إنه في بداية هذا الأسبوع كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في حياته ، لا ألم ولا حزن ولا مرض . وفجأة ظهر نزف دموي ثم حرارة لم ينفع معها مخفضات الحرارة ، ومن بعده غثيان ، ثم دخل في حالة من النسيان ، زوجته تقول له عملنا فحص دم أمس وأشعة وهو مْصرّ أنه ما عمل . ورغم أنه يراجع أحد أهم المستشفيات إلا أنه دخل في مرحلة التشتت من طبيب أسرة إلى طبيب الجهاز الهضمي إلى استشاري الصدرية .
أوردت قصة هذا الصديق من باب أن دوام الحال من المحال . وأن لا شيء في هذه الدنيا غير قابل للتغيير . ولعل كل منكم يتذكر قصة صديق له انقلبت حياته في صحته أو في ماله أو أهله خلال أيام وربما ساعات . فهناك قصص كثيرة مليئة بالعبر لمن يعتبر . ولهذا يقول العرب: “دوام الحال من المحال”.
وحتى لا يكون مقال اليوم سوداوياً ، فهناك أيضاً قصص جميلة غيرت من حال البعض من يأس مطبق إلى فرج كبير . فكم من شخص بدأت حياته بسيطاً يعمل في شركة بسيطة ثم قدر الله له أن يكون رجل أعمال ناجحا . وكم من زوجة فشل زواجها الأول وكادت حياتها تتدمر ، فسخر الله لها إنسانا يحمل صفات الشهامة والرجولة .
أعود لبداية المقال لأكرر نفس العبارة … هذه هي الحياة … لا فرح فيها يدوم ولا حزن يبقى … تتغير أحوالها بين سعادة لا حدود لها وبين ألم لا فكاك منه .
كفانا الله وأياكم مفاجآت الحياة المؤلمة . ولكم تحياتي .