أهلاً بكم في عاصمة الاقتصاد العالمي الرياض

د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب

رسمياً منصة سناب شات تفتتح مقرها بالشرق الأوسط في الرياض، خلال افتتاح مكتب الشركة الذي سيكون من الأكثر حيوية وإبداعاً في العالم، رحب بهم وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح بقوله أهلاً بكم في عاصمة الاقتصاد العالمي الرياض، وصل عدد المقرات الإقليمية حتى منتصف 2024 نحو 517 شركة، وبذلك تتجاوز مستهدف 2030 وهو 500 شركة بعدما جرى سريان قرار إيقاف تعاقد الجهات الحكومية مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية ليس لها مقر إقليمي في السعودية، ويشمل ذلك الهيئات والمؤسسات والصناديق التابعة للحكومة أو لأي من أجهزتها، في حين تستعد السعودية لاستقبال 450 مقراً إقليمياً جديداً لعدد من الشركات العالمية، بسبب أن السعودية تمتلك حالياً فرصاً ومشاريع استثمارية عملاقة تعد جاذبة للشركات العالمية، التي تسعى بدورها للدخول فيها وتوسيع أعمالها وفق مستهدفاتها، مستفيدة من موقع السعودية الاستراتيجي الذي يربط 3 قارات، وإمكانية الوصول على 40 سوقاً سريعة النمو في غضون 4 ساعات بالطائرة.

حيث تشهد السعودية تحولاً تاريخياً ونمواً في الاقتصاد وتواصلاً أكبر مع العالم، ووضعت حماية كوكب الأرض في صدارة أولوياتها، ما يجعلها اليوم أرضاً زاخرة بالفرص للجميع بالمشاركة في تشكيل مستقبل زاهر ومشرق، وهي في منتصف رحلتها كان أداؤها حتى نهاية 2023 تحقيق 87 في المائة من عدد مبادراتها البالغة 1068 نحو 87 في المائة، وتحقيق 81 في المائة من أداء مؤشراتها الرئيسية البالغة 243 مؤشراً فيما هناك 105 من المؤشرات تخطت مستهدفاتها المستقبلية لعامي 2024 و 2025.

أحد أبرز أدوات تحقيق التحول الاقتصادي، هو توجيه الاستثمارات نحو القطاعات الاستراتيجية والواعدة، مثل الصناعات التحولية والتقنية والسياحية والطاقة المتجددة، والتعدين واللوجستيات، بجانب تشجيع ريادة الأعمال والابتكار، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتقديم التسهيلات والتمويل اللازم للشركات الناشئة والمبتكرة، بهدف تعزيز تنافسيتها وقدرتها بالتوسع على المستويين الوطني والعالمي.

تستهدف الدولة بلوغ ناتجها الإجمالي أكثر من 6 تريليونات ريال عام 2030 مرتفعاً من 4,256 تريليونات ريال في 2022، أي أن الناتج الإجمالي قفز 66 في المائة بين عامي 2016 و 2023، خصوصاً وأن تركيز رؤية السعودية 2030 على الاقتصاد غير النفطي، الذي ارتفع إلى 1889 مليار ريال في 2023، من 1797 مليار ريال في 2016 وهو ارتفاع محدود نسبياً، بسبب إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على الدولة ليصبح قادراً على المنافسة وتحقيق الاستدامة والتوسع، ارتفع من 1361 مليار ريال في 2012، بينما هدف الرؤية أن يصل إلى 4,970 ملياراً عام 2030، خصوصاً أن حصة الصادرات غير النفطية بلغت 24,1 في المائة، بينما المستهدف 50 في المائة في 2030، وهو ما يجعل الدولة تكرس جهودها في مواصلة التنويع الاقتصادي ومواصلة جذب الشركات العالمية.

بالطبع جعلت هذه الرؤية من السعودية محط أنظار العالم، والتي أطلقت في 25 أبريل 2016 تهدف بشكل رئيسي للوصول إلى 3 عناوين عريضة تشكل ركائز الرؤية وهي: اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ودولة طموحة، لتعزيز نقاط قوتها عبر الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وحضورها العربي والإقليمي والدولي، فضلاً عن مواردها الغنية والمتنوعة التي استثمرت تلك المقومات من خلال وطن طموح ودولة طموحة، تمكنت من بناء حكومة فعالة وذات كفاءة عالية عززت سيادة القانون ومكافحة الفساد، إلى جانب ترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة جعلها تحقق تقدماً في مؤشر الفاعلية الحكومية ليصل على 70,8 درجة للعام 2023.

كما تقدمت السعودية إلى المرتبة الـ 31 على مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الالكترونية، بينما تهدف لتكون في المرتبة الخامسة عام 2030، وحققت المركز الـ 17 في المؤشر اللوجستي الصادر عن البنك الدولي والثامن في تصنيف (LLOYD,S) العالمي، واحتلت المركز الـ 17 عالمياً بين 64 دولة الأكثر تنافسية، والمركز الـ 3 بين دول مجموعة العشرين والثالث من حيث الأداء العام، والـ 5 عالمياً في مؤشر السوق المالية، والمركز الـ 6 في محور الأداء الاقتصادي، والمركز الـ 11 عالمياً في محور كفاءة الحكومة، والمركز الـ 13 عالمياً في كفاءة الأعمال، والمركز الـ 34 عالمياً في البنية التحتية.

وحققت السعودية الخضراء تقدماً ملموساً في مشاريعها البيئية المستدامة، حيث نجحت في زراعة أكثر من 49 مليون شجرة في مناطق مختلفة، وأكثر من 3 ملايين شتلة برية، وأهَّلت أكثر من 975 هكتاراً من المدرجات الزراعية في الجنوب الغربي من السعودية، مجهزة بتقنيات حصاد مياه الأمطار، ما جعلها تتخطى مؤشر مساحة الغطاء النباتي هدف 2023 البالغ 69 ألف هكتار، فيما هي تجاوزته بفارق كبير جداً حيث بلغ تأهيلها 192,4 ألف هكتار، وأصبحت 18,1 في المائة من المناطق البرية محميات طبيعية، مع إعادة توطين 1660 حيواناً مهدداً بالانقراض، وأصبحت 6,49 في المائة من المناطق البحرية محميات طبيعية.

وهذا ما جعلها تفوز باستضافة معرض أكسبو 2030 واستضافة كأس العالم 2034 رغم التحذيرات والانتقادات الواسعة لهذه الاستضافة، والتشكيك في قدرة السعودية على استضافة هذا الحدث العالمي وتلبية متطلباته، بل أصبحت السعودية ملتقى العالم في إقامة كثير من المنتديات واللقاءات، وعقد كثيراً من المؤتمرات العالمية في الرياض.

أصبحت السعودية هي من تتولى إعادة تصحيح مسار العولمة عبر تأمين سلاسل إمداد جديدة يشارك فيها العالم، يجعله يحرص على وقف الصراع في المنطقة بعدما كان يعتبر المنطقة بؤر صراع عالمية، فهي بين ما يريده ترامب الذي يرى أن الصين نمت من خلال العولمة، وبين أنصار العولمة الذين يحرصون على فتح الأسواق العالمية دون قيد أو شرط، وفي نفس الوقت السعودية لا تؤمن بتحالفات شمالية وجنوبية، باعتبارها محور العالم وقلبه النابض، الذي يمكنها من إدارته، وإعادة توازنه بعدما أثبتت أن القرصنة البحرية وتهديدات الحوثي في البحر الأحمر تهدد سلاسل الإمداد القادمة من الشرق نحو الغرب والعكس، وهو ما يشجع العالم على الاستثمار في هذا القلب لمعالجة أكبر تحد يواجه العالم وهو تهديد سلاسل الإمداد القادمة من الأماكن البعيدة، باعتبار السعودية في القلب وتمتلك خيارات كثيرة من طرق بحرية وبرية عبر السكك الحديدية لإمداد العالم بسلاسل الإمداد بأسرع ما يمكن يمكنها تجاوز مثل تلك التهديدات والتحديات، وهو ما يؤهل السعودية أن تكون عاصمة الاقتصاد العالمي.

نقلاً عن صحيفة “الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *