نباح الكلاب وشاطئ أبحر

محمد البكر

لا أخفيكم سراً إن قلت لكم إني كنت أفكر في تخصيص هذا المقال للرد على تلك الأبواق المأجورة ، والتي كلما ضاق الحبل على أعناقهم وأقتربت نهايتهم وأنكشفت أكاذيبهم وتلفيقاتهم على المملكة وقيادتها وشعبها ، كلما زاد نباحهم ونياحهم . ولكني بعد أن فكرت قليلاً قلت لنفسي أن أجمل شيء أن تتلذذ بآهات ونحيب وعويل كل من أراد بوطننا وقيادتنا وشعبنا بسوء . فالحقران كما يقول المثل الشهير يقطع المصران .

اتركونا من هؤلاء المرتزقة الذين يقبضون حصتهم بعد كل مقطع فيه افتراء على وطننا . ودعونا نركز على ما تشهده بلادنا من خطوات جبارة في مكافحة الفساد وكشف المفسدين وإعادة حق الدولة التي نهبها المجرمون في غفلة من الزمن ، ظانين بأن سيف العدل والعدالة لن يصل لرقابهم .

في كل أسبوع نقرأ عن الكشف عن عصابات إجرامية ، متورطة في الرشوة والسرقات الكبرى وتهريب المخدرات وترويجها واستغلال النفوذ وخيانة الوطن . فنتذكر قول سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في أول مقابلة معه ، بأنه “لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد، سواءً كان أميراً أو وزيراً أو أياً كان .. كل من تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسَب “.

أنا كمواطن عندما أسمع هذا الكلام من هذا القائد الملهم ، صاحب العزيمة قولاً وفعلاً ، أرفع رأسي وصوتي بأني وأهلي نعيش في مملكة العدل . فالفاسد سيحاسب بغض النظر عن منصبه أو مكانته أو الأسرة التي ينتمي إليها .

خلال الأسابيع الماضية وحتى لحظة كتابة هذا المقال ، تصلنا مقاطع مفرحة عن إزالة تعديات ضخمة على شواطئ مدينة الجمال ” جدة ” وشاطئها المميز والشهير ” أبحر ” . لم تكن التعديات مجرد غرف صغيرة أو أكشاك ، بل كانت أشبه بالقصور أو كما يسميها أخواننا المصرين ” عزبة ” . فيها بساتين واستراحات وصالات ضيافة وبرك سباحة كبيرة . كلها كانت مبنية على أراض حكومية مخصصة لعامة الناس هناك .

عشرات السنين والمواطنون يعتقدون بأن تلك القصور مبنية على أراض يملكونها بشكل رسمي ، فإذا بهم يكتشفون بأن أصحاب تلك التعديات لا حق لهم في تلك الأراضي ، وأنهم حرموا طيلة عقود من الاستمتاع بتلك الشواطئ الجميلة .

إنه العدل الذي ننعم به ، والأمل الذي نأمله لأجيالنا القادمة ، والحياة الكريمة التي لا تفرق بين فاسد كبير وفاسد صغير .
أعود لمقدمة المقال لأقول بأن قافلتنا ستواصل الإنطلاق بسرعة فائقة وبقيادة رجل الحاضر والمستقبل وأمل الوطن والمواطن سيدي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله . أما كلابكم فلتستمر تنبح فلن تسمعوا إلا صدى نباحها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *