كبار السن والأيتام

محمد البكر

منذ سنوات طويلة وأنا أتمنى إنشاء دور متطورة لكبار السن من الآباء والأمهات ممن يهملهم أبناؤهم دون رعاية أو اهتمام . بل وصل تفكيري لحد التفكير في مخاطبة الأمانة لتخصيص حديقة الأمير سعود بن جلوي الواقعة أمام مبنى بلدية الخبر ليكون مقراً للمبنى المقترح كونه مكاناً فسيحاً مليء بالأشجار والمسطحات الخضراء . كما فكرت إن وافقت الأمانة على ذلك ، مخاطبة رجال الأعمال للمساهمة في تكاليف الإنشاء وتجهيزه . وقد ظلت تلك الفكرة تراودني كحلم لعدة سنوات ، إلى أن تنبهت إلى أن هذه الفكرة قد تشجع بعض النفوس الضعيفة من الأبناء لإيداع أبائهم وأمهاتهم في تلك الدور .

في مقابل كبار السن هناك فئة الأطفال الأيتام الذين يعيشون في الدور التي خصصتها وجهزتها الدولة أعزها الله بأفضل ما يمكن ، تماماً كما تفعله مع الدور المخصصة لكبار السن . فهاتان الفئتان تحظيان بكامل الاهتمام من قبل الجهات الحكومية المعنية . بل إنها كانت في قلب رؤية المملكة 2030 .

قد يقول أحدكم: وما الرابط بين هاتين الفئتين؟!! فاحتياجات كبار السن تختلف عن احتياجات الأطفال الأيتام ، وما يصلح للفئة الأولى قد لا يناسب الفئة الثانية . وهذا كلام صحيح ومنطقي . لكن دعوني أطرح السؤال بطريقة مختلفة: ما هو العامل المشترك بين الفئتين ؟ وما هي أهميته في تحسين ظروف حياتهم !؟ . والجواب على ذلك السؤال هو “الفراغ العاطفي” الذي يحتاجه الصغار كما يحتاجه الكبار . فالحرمان من العاطفة والبيئة العائلية والوحدة القاتلة ، كلها تجتمع في عامل واحد هو حاجة كل فئة للفئة الأخرى .

كبير السن بحاجة لبيئة العائلة التي فقدها ، ووجود طفل كحفيد له في حياته يمنحه الأمل والفرح ويعوض الكثير من الحرمان العاطفي الذي يحتاج إليه . كما أن الطفل بحاجة إلى جد يعوضه عما يحتاجه من عاطفة أوحرمان . والطفلة اليتيمة أيضا بحاجة لمن تقوم بدور الجدة ، وتقف بجانبها وتمنحها الطمأنينة والسكينة .

باختصار هي عملية ” تكاملية ” وفق ضوابط محددة . ولأن الحديث عن آلية تطبيق الفكرة يحتاج لمقال آخر . فسوف أخصص المقال القادم عن ذلك ، ولا استغني عما لديكم حول هذه الفكرة لمناقشتها . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *