وسائل التواصل والقنابل الموقوتة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في الأسابيع الماضية نشطت الكثير من الحسابات التي لا أحد يعرف من أين تنشر فتنها بيننا كمجتمع عربي . نتعجب كيف أصبحت ” الطائفية ” وجبة رئيسية في وسائل التواصل المشبوهة . مقاطع مسيئة لهذه الطائفة تقابلها مقاطع مضادة وكأنهم في صراع محموم . وما هي إلا دقائق من نشر تغريدة مسيئة إلا وقد تفاعل معها آلاف الأشخاص ما بين مؤيد ومعارض .
وعلى نفس الخط تقوم حسابات مجهولة بإشعال الفتنة ما بين الدول العربية وشعوبها . هذا يسيء لمجتمع خليجي ، وذاك يدق أسفين ما بين المصريين والسودانيين ، وثالث يشعل فتيل النار بين عرب الشام وشعوب شمال أفريقيا . ثم تختلط الأمور وتتداخل الإساءات، فيشارك آلاف الشباب في حرب وسائل التواصل ، فينفر هذا المجتمع من أشقاءه في المجتمع الآخر . وينسى الجميع بأن بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان .
في نفس الاتجاه والأهداف .. تظهر علينا أسطوانة نحن من علمناكم ، نحن من نقلناكم من عالم البداوة إلى التحضر . ولولا حرص قيادات دول الخليج على عدم التطرق لما قدموه لتلك الشعوب من دعم وخيرات ، وحرص الناس على عدم مخالفة قياداتهم ، لانخرط الجميع في أخذ ورد لا نهاية له .
ما أوردته آنفا ، مجرد محاور ظهرت علينا خاصة في السنوات الأخيرة ، والتي أرادت خلق الفتنة الطائفية والقومية والشعبوية في الدول العربية ، وتضخيم المشاكل بين مجتمعاتها ، وتوسيع رقعة الخلافات التي تبرز بين الحين والآخر . ولا أدل على ذلك من أن يغرد أحد الحسابات الوهمية عن قضية مواطن عربي يعيش في وطن عربي آخر ، لتتحول تلك القضية رغم تفاهتها إلى قضية رأي عام .
لا أحد يسأل نفسه عمن هو المستفيد من أي تغريدة أو قضية مثيرة يتم نشرها لتخلق الفتنة ما بين المجتمع الواحد . لا أحد يتحدث عن شعوب الوطن العربي الكبير وقياداته الكريمة . بل لا أحد يدقق في الحساب الذي نشر تلك التغريدة أو فبرك ذلك الخبر .
المستفيدون هم أطراف تتقاطع مصالحهم عند تفكيك مجتمعاتنا ، وتوسيع دائرة الخلاف بين شعوب الدول العربية ، كي يتمكنوا من الانقضاض عليهم والسيطرة على دولهم وشعوبها كما حدث في بعض الدول العرببة .
كل منا ملزم بالدفاع عن وطنه ومجتمعه ، والرد على كل من يتطاول عليه أو على قياداته . بشرط ألا ينجر للفخ الذي نصبه أصحاب تلك الفتن . وعلى أن يتحرى الدقة ويبحث عن أصحاب تلك الحسابات وأهدافهم .
حفظ الله وطننا وأيد قيادتنا بتأييده إنه السميع المجيب . ولكم تحياتي