الحرب على المجتمع

محمد البكر

من المعروف أن أشد الحروب قسوة ، تلك التي يكون الهدف منها تدمير المجتمع من الداخل . وأن أخطر الأسلحة المؤثرة في تلك الحروب هو سلاح المخدرات . وأن الفئات المستهدفة فيها هم الشباب من الجنسين .

ولقد هالني ما سمعت على لسان معالي الفريق محمد البسامي، مدير الأمن العام في المملكة، من أرقام . سواء كانت تلك الأرقام تخص نسبة عدد الموقوفين في السجون المرتبطين بالمخدرات بباقي المسجونين ، أو بكميات وأنواع تلك السموم التي تم ضبطها .
فقبل الحملة التي نفذتها وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات كانت نسبة الموقوفين المرتبطين بجرائم المخدرات % 49 من عدد السجناء في المملكة . أما بعد تلك الحملة المباركة ، فقد أرتفعت تلك النسبة لتصل إلى % 65 . ولكي تعرفوا خطورة ما تتعرض له المملكة من حرب شعواء ، لكم أن تتصوروا هذه النسبة الخطيرة . فالجرائم غير المرتبطة بالمخدرات مجتمعة لا تشكل سوى % 35 من عدد السجناء في مختلف سجون المملكة . أما كميات وأنواع تلك المخدرات فهي أرقام مرعبة وموجعة .

سمعتم عن مادة ” الشبو” ومدى خطورتها وسهولة الإدمان عليها من أول مرة من التعاطي . من هذه المادة نجح أبطال الداخلية من مصادرة ” طن ونصف الطن ” من هذه المادة القاتلة ، بالإضافة إلى 22 طن حشيش و 174 كيلو كوكايين و900 طن قات و 76 مليون حبة الإمفيتامين المخدر .

هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها أجهزة وزارة الداخلية وأبطالها ، لم تكن سهلة . بل كان لها ثمن كبير . فبعض أبطالها من استشهد وهو يشارك في حملات المداهمة أو التصادم مع تلك العصابات . ومنهم من أصيب إصابات خطيرة نتج عنها بعض الإعاقات الدائمة . ومنهم من عرض نفسه وأسرته لمخاطر كبيرة .

أنتبهوا لأولادكم وبناتكم . بلغوا عنهم إن تغير سلوكهم . ولا تخشوا عليهم إن بلغتم . فمثل ما لدى الدولة من أبطال للمكافحة ، هناك أيضاً جهات حكومية متخصصة في علاج من أبتلاهم الله بتلك السموم . أسمعوا مني ولا تترددوا ، فالحرب على وطنكم ومجتمعكم وأسركم مستمرة . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *