روح رؤية 2030 حاضرة وماضية بثبات
نجاح المملكة سيبرانيًا.. ثمرة سواعد الأبناء
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تمضي رؤية المملكة 20230 نحو غاياتها بثبات وثقة، وما الخلل التقني العالمي الذي تأثرت به دول الغرب وأوروبا وكثير من دول العالم، إلا خير شاهد على نجاح الرؤية بقيادة عرابها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتأكيد على أنها ناجعة في وقت توقفت فيه حياة مواطني تلك الدول في «نظام “كراود سترايك»، بينما ظلّت تعمل فيه جميع التطبيقات الحكومية بالمملكة التي تم برمجتها بأيادي أبناء وبنات الشعب السعودي دون مشاكل، لأن النظام يعتمد على إرسال المعلومات من أجهزة المستخدم إلى المركز الرئيسي بأمريكا مما يتعارض مع تشريعات هيئة الأمن السبراني في المملكة «NCA».
الأولى سيبرانيًا
وتُعد المملكة اقوى دولة على وجه الأرض في الأمن السيبراني، متربعةً بالمرتبة الأولى عالمياً لعام 2024، حيث استبقت المملكة العالم تقنيا حيث اثبتت ازمة العطل التقني الخطير الذي ضرب نظام مايكروسوفت عالمياً بسبب برنامج الأمن السيبراني CrowdStrike، حيث أصيبت معظم دول العالم بشلل ومنها مطارات أمريكا وأوروبا والهند وغيرها، وانقطاع البث، ومشاكل في بورصة لندن وبنوك أوروبية، وأعطال الشركات العالمية في مختلف المجالات، كانت مطارات المملكة وبنوكها ومستشفيات تسير بسلام بسبب ان لديها نظام امني وسيبراني آمن.
تأثيرات الأعطال قد تمتد لأيام
وأكد تقنيون ان التأثير سيمتد ليومين او ثلاثة على تلك الدول التي تستخدم هذه الأنظمة الخارج حدودها، فيما ستعيد هذه الازمة النظر لدى كثير من الدول بوقف الاعتماد على شركة واحدة او أنظمة خارج حدودها لتشغيل أنظمتها وبرامج أجهزتها التشغيلية من مطارات وبنوك ومستشفيات وغيرها ، ولله الحمد المملكة من أوائل الدول التي لا تعتمد على أنظمة تشغيله خارج حدودها، فكانت ولله الحمد بسواعد أبنائها معزولة بشكل كبير عن هذه الأزمة وبنت أنظمة خاصة فيها، وستعيد كثير من الدول مستوى الاعتماد على هذه الأنظمة الخارج حدودها وبناء أنظمة خاصة فيها حيث لم تسلم من هذا العطل بعد المملكة سواء روسيا والصين.
سلامة أنظمة ساما
وأكد البنك المركزي السعودي «ساما»، سلامة أنظمته وأنظمة المدفوعات الوطنية والأنظمة البنكية في المملكة وعدم تأثرها جراء العطل التقني، الذي تعرضت له العديد من الجهات حول العالم اليوم.
وقال إنه يتم تطبيق أعلى المعايير والممارسات التشغيلية والسيبرانية المتعارف عليها عالميًا لأنظمته وأنظمة المدفوعات الوطنية، إضافة إلى الأنظمة التقنية المرتبطة مع المؤسسات المالية الأخرى.
وأشارت ساما، إلى أنها تعمل بشكل دوري على تحديث الإجراءات الاحترازية؛ لضمان كفاءة خطط استمرارية الأعمال وكفاءة الأنظمة البنكيّة وأنظمة المدفوعات الوطنية، وذلك بهدف تعزيز سلامة وكفاية البنى التحتية لتقديم خدماتها بكفاءة عالية.
سلامة أنظمة وزارة الصحة
وأكدت وزارة الصحة، سلامة أنظمة المعلومات الصحية المستخدمة في المنشآت الصحية بالمملكة، مضيفة أنها مستمرة في عملها بكفاءة عالية دون التأثر بالعطل التقني الذي أصاب العديد من الجهات حول العالم.
وقالت وزارة الصحة، إنها تعتمد أفضل الأنظمة والتقنيات السيبرانية وتتأكد بشكل دوري من سلامة البنى التحتية للمعلومات الصحية، لتعزيز الكفاءة والاستدامة في أنظمة الرعاية الصحية بموثوقية وآمان عالٍ، ورفع جودة الخدمات الصحية، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على الخدمات في مختلف مناطق المملكة.
أنظمة سدايا
وأكدت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، أن أنظمتها التقنية والأنظمة الحكومية التي تستضيفها لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية تعمل دون انقطاع ولله الحمد، ولم تتأثر بالعطل التقني الذي ضرب اليوم معظم الجهات في دول العالم.
وقال المتحدث الرسمي لسدايا المهندس ماجد الشهري: “إن الهيئة منذ اللحظة الأولى من ظهور العطل التقني وهي تقف من خلال فرقها التقنية الوطنية على عمل أنظمتها الداخلية والأنظمة الحكومية المستضافة لديها ولم تتعرض لأي عطل ولله الحمد حيث تم بنائها بأيدي كوادر وطنية مؤهلة في مجالات تقنيات الحاسب الآلي والبرمجة وذلك على أعلى مستوى من البناء التقني الذي يكفل سرعة الانتقال من نظام إلى نظام في حال حدث أي عطل تقني كما حدث اليوم.
وأضاف أن فِرق سدايا، التقنيين هم من الكوادر الوطنية المؤهلة ويعملون على مدار الساعة مع الجهات المعنية لتأمين الخدمات الحكومية الرقمية واستمرارية عملها دون انقطاع.
ولفت المهندس ماجد الشهري، النظر إلى أن طبيعة الفضاء الإلكتروني تحفه العديد من المخاطر لكن سدايا بفضل الله تعالى ثم بجهود أبنائها تعمل على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات الحاسوبية المرتبطة بالبيانات والذكاء الاصطناعي التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة لا سمح الله إلى جانب الجهود التي تقوم بها في تعزيز تعاونها مع شركائها في جميع أنحاء العالم لضمان فضاء إلكتروني مفتوح وآمن.
رصد التهديدات
وأوضحت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، أن تأثير تعطل العديد من الأنظمة الفنية في مختلف القطاعات الحيوية حول العالم، على الجهات الوطنية في المملكة يعد محدودًا ولله الحمد وفق ما تم رصده حتى الآن.
وبينت أن هذه الأعطال حول العالم قد نتجت عن قيام شركة (CrowdStrike) فجر الجمعة بإطلاق حزمة من التحديثات لأحد منتجاتها، والذي تضمن خللًا فنيًا.
وأبانت الهيئة، أنها وضعت التدابير الاستباقية لرصد ومتابعة التهديدات والمخاطر السيبرانية، والاستجابة لأي حوادث سيبرانية في حال وقوعها لا قدر الله، بالإضافة إلى جهود الهيئة الرامية إلى توطين القدرات الوطنية وتعزيز السيادة التقنية في هذا المجال.
وأشارت إلى أن ضوابط ومعايير الأمن السيبراني الصادرة عنها عززت أمن وموثوقية الفضاء السيبراني في المملكة، مما كان له ولله الحمد الأثر الإيجابي في حماية الجهات الوطنية والبنى التحتية الحساسة في المملكة، كما تتابع الهيئة التزام الجهات الوطنية بتلك الضوابط والمعايير.
وأكدت أنها مستمرة في المتابعة من خلال البوابة الوطنية لخدمات الأمن السيبراني «حصين» والعمل بالشراكة مع كافة الجهات الوطنية لضمان تعزيز الأمن السيبراني الوطني بوصفه هدفًا ومقومًا أساسيًا لحماية المصالح الحيوية للمملكة، والبنى التحتية الحساسة، والخدمات والأنشطة الحكومية، والجهات ذات الأولوية في القطاعين العام والخاص.
تزايد الأعطال التقنية
وأوضح مستشار تقنية معلومات خالد الذوادي، أن الأعطال التقنية تعتبر من أهم القضايا التي تواجه العالم اليوم، خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، لافتا إلى أن التداعيات المترتبة على الأعطال وتأثيراتها الاقتصادية، تتمثل في الأعطال التقنية، سواء كانت نتيجة أخطاء بشرية أو هجمات سيبرانية، يمكن أن تتسبب في خسائر اقتصادية فادحة.
وأشار الى بعض التداعيات المحتملة، منها توقف الأعمال، حيثُ قد تتوقف الشركات والمؤسسات عن العمل بشكل كامل أو جزئي، مما يؤدي إلى خسارة الإنتاجية والإيرادات، بالإضافة إلى فقدان البيانات، مما يؤدي فقدان البيانات الحساسة والهامة، مما يؤثر على سير العمل واتخاذ القرارات، فضلا عن تضرر البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، مما يؤثر على حياة المواطنين والاقتصاد بشكل عام، وأيضا إلى تتراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين في الاقتصاد، مما يؤدي إلى انخفاض الاستثمارات وتراجع النمو.
وأكد ان الدول تعمل على حماية نفسها من التعرض للاختراقات، من خلال تعزيز الأمن السيبراني بواسطة الاستثمار في تعزيز أمنها السيبراني من خلال تطوير البنية التحتية التقنية وتدريب الكوادر المتخصصة ووضع قوانين صارمة لحماية البيانات والأنظمة، بالإضافة إلى التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني وتبادل المعلومات والخبرات لمواجهة التهديدات المشتركة، وكذلك رفع الوعي عبر توعية الأفراد والمؤسسات بمخاطر الهجمات السيبرانية وكيفية الوقاية منها.
ورأى الذوادي، أن المملكة تولي المملكة أهمية كبيرة للأمن السيبراني، حيث قامت بإنشاء هيئة وطنية للأمن السيبراني ووضعت استراتيجية وطنية للأمن السيبراني تهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية والمعلومات الحساسة وتعزيز الوعي بمخاطر الهجمات السيبرانية.
وقال إن رفع البيانات إلى السحابة دون ضوابط يمكن أن يعرضها للعديد من المخاطر، منها: الاختراق من خلال الوصول إلى البيانات وسرقتها أو تعديلها أو حذفها، وكذلك فقدان البيانات بسبب أخطاء تقنية أو هجمات سيبرانية، وأيضا إمكانية وصول أشخاص غير مصرح لهم إلى البيانات واستخدامها لأغراض غير مشروعة، مشددا على ضرورة وضع ضوابط صارمة لحماية البيانات المرفوعة إلى السحابة، مثل التشفير والمصادقة وسياسات الوصول الآمن.
بدوره، قال المختص في أمن المعلومات الدكتور عامر البشارات، إن الأعطال التقنية الأخيرة التي أثرت على عدة دول، بما فيها الولايات المتحدة وكندا وإنجلترا، أظهرت مدى خطورة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لمثل هذه الحوادث، لافتا إلى أن تلك الأعطال التقنية تسببت في تعطيل الخدمات الصحية، وإلغاء الرحلات الجوية، وتأخير عبور الحدود، مما أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة وإرباك في حياة الملايين.
وأضاف أن الأعطال التقنية اضطرت بعض المستشفيات لتعليق الزيارات وإلغاء العمليات الجراحية غير الطارئة، بينما أجبرت الأعطال التقنية قطاع النقل الجوي، على تأخير وإلغاء العديد من الرحلات، مما تسبب في ازدحام المطارات وإرباك جداول السفر، فضلا تأثر حركة عبور الحدود، مع تأخيرات طويلة في نقاط العبور بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، موضحا، أن الأعطال التقنية تسببت في خسارة شركات التقنية الكبرى مليارات الدولارات من قيمتها السوقية خلال ساعات نتيجة خوف المستثمرين من تداعيات الحدث.
وذكر أن الدول بحاجة الى حماية نفسها من مثل هذه الاختراقات والأعطال، من خلال تعزيز البنية التحتية الرقمية وتحديثها باستمرار، وكذلك تطوير أنظمة احتياطية فعالة لضمان استمرارية الخدمات الحيوية حيث أظهرت الحادثة الأخيرة المخاطر الكارثية الناجمة عن اعتماد حلّ واحد لتأمين الأنظمة سيبرانياً، فضلا عن تبني التقنيات القائمة على دمج الذكاء الاصطناعي بأنظمة الأمن السيبراني و مراقبة الامتثال و توافر الخدمات، على سبيل المثال أنظمة الأمن السيبراني الموحدة و التي بدأ إطلاقها من المملكة أو ما تسمى بأنظمة موسي، وكذلك تدريب الكوادر المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، وأيضا تحديث التشريعات والقوانين المتعلقة بالأمن السيبراني و فرض الغرامات على الشركات و تعزيز رقابة الامتثال بحال عدم تطبيق أعلى معايير التوافر للأنظمة الحساسة، أخيرا تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية خصوصاً مع التحديات الناجمة عن زيادة الهجمات السيبراني وفقاً للتطور الهائل في الأدوات التقنية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي و هي سلاح ذو حدّين.
وأكد أن المملكة تولي اهتماماً كبيراً للأمن السيبراني من خلال الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، حيث تعمل المملكة على تطوير استراتيجيات متقدمة لمواجهة التهديدات السيبرانية، وتعزيز قدراتها في مجال الدفاع الإلكتروني، وحماية البنية التحتية الحيوية، وتمنع رفع البيانات الحساسة على أي سحابة تقنية خارج حدودها، مما حدّ بشكل ممتاز من تأثير الحادثة الأخيرة.
ونبّه إلى أن رفع البيانات السحابية دون ضوابط يشكل خطراً كبيراً على أمن المعلومات، قد يؤدي ذلك إلى تعطل أنظمة حيوية لأسباب كثيرة أو إلى تسرب البيانات الحساسة أو وقوعها في أيدي جهات غير مصرح لها، مما قد يترتب عليه عواقب وخيمة على الأفراد والمؤسسات والدول. لذا، من الضروري تطبيق إجراءات أمنية صارمة، مثل التشفير القوي، والتحقق متعدد العوامل، وإدارة الصلاحيات بدقة، لضمان حماية البيانات في البيئة السحابية.