إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
أجزم بأن كل واحد منكم سبق وأن سمع عن أشخاص ظلمهم جاهل من خلال إشاعة ” متعمدة ” ، أو عبر تداول لخبر مسيء قبل أن يتأكد من صحته . بل ولربما ساهم أحدنا أو شارك في تعميق الإساءة لأبرياء من خلال نقل إشاعة أو خبر مغلوط ، فتسببت تلك الإشاعة في تلويث سمعة أشخاص ، أو تدمير أسر بكاملها .
الموضوع في غاية الخطورة ، خاصة وأنه في الكثير من الحالات ، تصبح الأمور مثل كسر كأس من زجاج يستحيل أن يعود كما كان قبل كسره . والرجل لا يكسره غير الظلم والقهر . فيموت من يموت انكساراً وقهراً .
هناك من يقرأ القرآن دون أن يتمعن في كل كلمة أو آية يقرأها . فالله سبحانه وتعالى قال في سورة الحجرات في الآية السادسة: ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ” . ومع ذلك تمر علينا هذه الآيات فلا نرتدع أو نخشى أن نصبح على ما فعلنا نادمين .
ما دعاني للتطرق لهذه الآية الكريمة ، هو ما تعرض له الإعلامي أ سلمان عسكر من ظلم وتنمر أجبر أطفاله على عدم التوجه لمدارسهم ، كما وضعه في موقف حرج أمام أسرته وأقاربه جراء مقطع ” مجتزأ ” من حديث بينه وبين سمو الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير . وكذلك الموقف الكريم من سموه بعد أن وصلته أخبار ذلك التنمر والظلم الذي تعرض له ذلك الإعلامي. حيث عرض الأمير وأمام آلاف من وجهاء ومواطني منطقة عسير في حفل مبادرة ” أجاويد ” المقطع كاملاً للحديث الذي دار بين المواطن وسموه . ولولا ظهور المقطع كاملاً وأمام ذلك الحشد الكبير لاستمر الظلم على ذلك الإعلامي وأسرته.
والله والله أن هناك أسر تدمرت ، وبيوت انهارت ، بسبب إشاعة أو تناقل لخبر غير صحيح ، صنعه شخص لا يخاف الله ، أو ظالم لم يردعه دين أو توقفه شهامة الرجال قبل أن يتم تداوله من بعض الجهلاء وكأنه حقيقة ، إما عن غير قصد ، أو مشاركة في ظلم أبرياء .
تأكدوا قبل أن تظلموا غيركم . لا تتسبوا في تدمير سمعة الناس ، أو تساهموا في تفكك الأسر وانهيارها . فهذه جريمة لا تختلف عن جرائم القتل العمد . ولكم تحياتي