بنات الثانوية .. وثانوية النسيم
مسلسلان سعوديان تابعتهما على منصة “شاهد”: الأول عن حياة طالبات الثانوية ما بين بيوتهن ومدارسهن، والثاني عن طلاب ثانوية أطلق عليها ثانوية النسيم . لا علاقة للمسلسلين بعضهما مع بعض . ولكن الصدفة جعلتني أتابع المسلسلين في فترة واحدة .
لم أكن أتوقع أن يشدني أي منهما؛ لأن تجربة المسلسلات السعودية حديثة عهد ، ناهيك عن أعمار أبطال المسلسلين ما بين الفتيات في المسلسل الأول والطلاب في المسلسل الثاني ، فجميعهم في مقتبل العمر ما عدا المدرسين والمدرسات . لكن بعد متابعتي للحلقات الثلاث الأولى من كل مسلسل أيقنت أني أمام عملين فنيين رائعين ، يقدمان محتوى قويا من خلال طرح مشاكل كبيرة يتعرض لها من هم في سن هؤلاء الطلاب والطالبات . وهو ما دفعني للاستمرار في متابعة المسلسلين .
من خلال مسلسل بنات الثانوية ظهرت مشاكل كبيرة ومتعددة وربما معقدة تتعرض لها الفتيات . خاصة ممن ينعدم التواصل الأسري في بيوتهن ، فينعكس ذلك على ما يقمن به في المدرسة من تصرفات قد تكون خطيرة على أنفسهن أو على من هم حولهن .
وأجزم أن غالبيتكم يدرك معظم ما تتعرض له الفتاة في سن المراهقة ، وحاجتها لحضن دافئ تختبئ داخله ليحميها ، في ظل متغيرات متسارعة في مجتمعيها الصغير والكبير .
من هنا زادت قناعتي بالمسؤولية العظمى الملقاة على رؤوس مديرات مدارس الثانوية ، وعلى بقية المدرسات وخاصة المشرفات الاجتماعيات . فإذا كان الرجل في بيته يتعامل مع ابنة أو ابنتين أو حتى ثلاث ، فيجد نفسه أمام مسؤولية كبيرة ، فكيف ومديرات المدارس والمعلمات والمشرفات يتحملن مسؤولية أكثر من مئتي طالبة في سن المراهقة !! . هذه المسؤولية وإن كانت عملياً هي مسؤولية أمام الجهات المختصة ، فهي أيضاً مسؤولية أمام الله؛ فالطالبات أمانة في أعناق المديرات والمشرفات والمعلمات .
أعود لمسلسل بنات الثانوية ، وأنصح كل أب وكل أم بمتابعته؛ ليتعرفوا على الكثير من أسرار الفتيات وطريقة التعامل معها . كما أتمنى على الأمهات تقدير حجم المسؤولية التي تتحملها إدارات المدارس .
سأخصص لمسلسل ثانوية النسيم والذي يعالج قضايا شباب الثانوية ، مقالاً في الأيام المقبلة بإذن الله ولكم تحياتي.