الإذاعة والسنوات السبع العجاف
تلك السنوات السبع هي السنوات التي حاولت فيها قبولي كمعلق رياضي ، عندما كنت في بداية دراستي في كلية الإدارة بجامعة الرياض . ورغم مثابراتي ومحاولاتي ، إلا أن لجنة المعلقين آنذاك لم تقتنع بقبولي كمعلق . ومع ذلك طرقت كل الأبواب لثقتي بقدرتي على النجاح . ومن تلك الأبواب كان باب الصديق الغالي والإعلامي الرزين أ منصور الخضيري شقيق د علي الخضيري الذي كان وكيلاً لوزارة الإعلام للإذاعة في حينه ، والذي وجّه القائمين على منحي – عشر دقائق – من مباراة بين النهضة والاتفاق كانت منقولة إذاعيا بصوت المرحومين بإذن الله أ صديق جمال الليل والعزيز يوسف شريده.
اربكت كثيرا . فلا العشر دقائق كافية ، ولا الوقت أسعفني للتحضير عندما تم إبلاغي بالأمر قبل بداية المباراة بساعة واحدة . لم أدرك حينها أن تلك الفرصة ستغير من حياتي الكثير .
طلبت منهما أن أبدأ التعليق مع بداية الشوط الثاني من المباراة . ولأن الله أرادها لي ، فقد توافق ذلك مع خروج سمو الأمير فيصل بن فهد- رحمة الله عليه- من مكتبه بعد صلاة العصر ، فطلب من سائقه تشغيل راديو السيارة فإذا بصوتي يصل لمسامع سموه . وفي مساء ذلك اليوم تم اعتمادي كمعلق بأمر مباشر من سموه .
تذكرت تلك الحادثة السعيدة والعالم يحتفل باليوم العالمي للإذاعة والذي يصادف اليوم .
ظلت الإذاعة صامدة في وجه التطور العلمي والتكنلوجي المثير . فلا دخول التلفزيون لبيوت الناس أضعفها ، ولا عاصفة التقدم التقني التي جاءت بوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت أفقدها بريقها . بل على العكس فقد تضاعفت أعداد الإذاعات في مختلف دول العالم بما فيها المملكة ، كما تعددت برامجها ، وزادت أهميتها .
. ولكم تحياتي