سباق الجري .. ديمومة الأفراح
بعد غد السبت سيتجدد الموعد مع أحد أهم المبادرات التي شهدتها المنطقة الشرقية ، ألا وهي مبادرة سباق الجري السنوي، والذي انطلق لأول مرة قبل 24 عاماً في مدينة الفرح “الخبر” . لقد تحول هذا السباق الرياضي، الذي يشارك فيه نخبة من النجوم العالميين، إلى تظاهرة مجتمعية ينتظرها أهل المنطقة الشرقية.
ففي كل عام، ومع انطلاقة كل سباق، تكون الأهداف والعوائد المرجوة منه، موجهة لإحدى الفئات المجتمعية التي تحتاج لدعم ومؤازرة، مثل مرضى السرطان والسكري وكبار السن والفشل الكلوي والأطفال الأيتام ، وغيرهم من الفئات والجمعيات؛ حيث تركت أكبر الأثر على نفوس أولئك المرضى والمحتاجين للدعم النفسي والمجتمعي قبل حاجتهم للدعم المالي.
هذا العام، وأمام التحولات الاجتماعية المتسارعة، وما تبعها من بعض الظواهر السلبية، برزت فكرة استشعار المسؤولية للمساهمة في معالجة تلك الظواهر، ناهيكم عن الرغبة الكبيرة لرفع نسبة ممارسي الرياضة من %13 إلى % 40 وفق رؤية المملكة 2030.
لقد كانت لتوجيهات سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، وسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد ، أكبر الأثر لتجاوز كل العقبات التي تواجه اللجنة المنظمة؛ حيث برزت وتضافرت الجهود من كل الجهات الحكومية والأهلية، وخاصة الجهات الأمنية بكافة تخصصاتها، والصحية بفرعيها الحكومي والأهلي، ووزارة الرياضة، ووزارة الموارد البشرية، والغرفة التجارية، وغيرهم من الجهات المشاركة والداعمة.
وعلى الرغم من استمرار هذا السباق السنوي لأكثر من عقدين ، إلا أن القائمين عليه ، ولضمان ديمومته ، قاموا بتأسيس شركة وقفية باسم شركة سباق الجري المحدودة “شركة غير ربحية ” ، لإدارة السباق بشكل احترافي ومحوكم؛ وذلك لتلافي الأخطاء وتجاوز بعض المعوقات . ويكفي أن هذا السباق أصبح ضمن روزنامة اتحاد ألعاب القوى العالمية . وكأي تظاهرة رياضية كبرى ، فقد فتحت اللجنة المنظمة باب التطوع للشباب والشابات؛ حيث تطوع 1000 متطوع ومتطوعة.
لقد أضاف هذا السباق الشيء الكثير لمدينة الخبر بشكل خاص، وللمنطقة الشرقية بشكل عام . وأصبح يوم ختامه احتفالاً يشارك فيه كل الأهالي ، وخاصة العائلات – كبارهم وصغارهم -. وهنا لا بد من تقديم الشكر والعرفان لعرّاب هذه التظاهرة الرياضية طيلة 24 سنة الماضية ، رجل الأعمال أ عبدالعزيز بن علي التركي ، ومعه نخبة من رجال الأعمال أخشى من ذكر بعضهم فأنسى غيرهم ممن كانت لهم بصمات في نجاح هذا السباق . لقد بذل “بو علي ” جهوداً مضنية كي يتحول الحلم إلى حقيقة . فكل عام وسباقكم وأنتم بألف خير . ولكم تحياتي