مصادر: السعودية استخدمت أمصالاً وقائية ضد “داعش” والـ”إيبولا ” خلال موسم الحج
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
أتلانتا ـ سي إن إن:
انتهى موسم الحج لهذا العام الثلاثاء، في موقع استقبلت فيه السعودية أكثر من مليوني مسلم أتوا لإتمام الفريضة في مدينة مكة، وفي مناسبة تضم أحد أكبر التجمعات البشرية، فإن التحكم بحجم الحشود ليس بالمهمة السهلة خاصة مع المخاوف الصحية وبالأخص وسط التهديدات التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أو ما يعرف باسم “داعش”.
لهذا وللتأكد من خلو هذه المناسبة من أي مخاطر، لجأت السلطات السعودية لعدد من الإجراءات التكنولوجية الحديثة، والتي تعتبر بمثابة أمصال وقائية، من أبرزها:
الحشود
إن وجود عدد كبير من الناس في مكان واحد يثير القلق تجاه حوادث الدهس بالأقدام والتي أدت إلى عدد من الوفيات سابقاً، أسوأها أتت بعد وفاة 1426 حاجاً جراء الاكتظاظ، كما وقعت حادثة أخرى عام 2006 أدت إلى وفاة 363 شخصاً، لهذا لجأت السعودية لكاميرات مراقبة ترقب حركة الازدحام وتدفق حركة الحجاج، ويمكن لهذه التقنيات تحديد المواقع المحتملة للأخطار الناجمة عن الاكتظاظ في التجمعات، وفي مركز مراقبة يمكن للشرطة تحليل البيانات التي تجمعها البرمجيات المتخصصة.
حركة السير
إن نقل مليوني شخص في المدينة يشكل تحديات عملاقة أمام المسؤولين، لذا قامت السلطات بتعيين 15 ألف حافلة لنقل الحجاج بين المواقع المقدسة، وتوجد هنالك أنظمة مراقبة لحركة السير لمساعدة عناصر الشرطة في تحديد مواقع أزمات السير وأسبابها وحلها سريعاً.
كما قامت السلطات بإنشار مترو المشاعر المقدسة وإتمامه عام 2011، ليعمل على نقل الحجاج بين عدة مراكز تجمع مكة وجبل عرفة والمزدلفة ومنى، وقد صممت حركة القطارات لتتمكن من استيعاب 72 ألف راكب كل ساعة، كما بدأ العمل في مشروع مترو جديد بأربع سكك للتنقل في أرجاء مكة.
الصحة العامة
أتى موسم الحج في وقت شهد فيه العالم مخاوف صحية كبيرة، خاصة مرض ” متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” أو كا يعرف باسم “ميرس” أو “كورونا” وبالأخص مع المخاوف المتزايدة لانتشار مرض “الحمى النوفية” أو “إيبولا”، وأتت تحذيرات من منظمة الصحة العالمية بتوخي الحذر خلال الموسم.
لهذا خصصت السلطات السعودية 180 سيارة إسعاف مجهزة احتياطياً بالإضافة إلى استعداد 22 ألف عامل في قطاع الصحة وتجهيز 141 مركز صحي وتزويد 25 مستشفى بأكثر من خمسة آلاف سرر، كما أضيف 19 ألف وحدة للدم من مختلف الفئات، هذا عدا عن منع قدوم الحجاج من المناطق المشتهرة بانتشار فيروس إيبولا فيها، وبالذات من غينيا وليبيريا وسيراليون.
الاحتياطات الأمنية
أدى ازدياد نشاط بعض التنظيمات المتشددة مثل “داعش” وغيره إلى رفع الدرجات الأمنية بموسم الحج في السعودية لهذا العام، وقال الخبير في مجال مكافحة الإرهاب من مركز “JTG Inc” والمحلل السياسي السابق لدى السفارة السعودية في واشنطن، فهد ناظر في مقابلة بصحيفة “The National”: “إنني لن أستبعد أي محاولة لداعش القيام بأعمال فوضوية في الحج، وأعتقد بأن السلطات السعودية على إدراك بالإمر ذاته.”
وللتأكد من عدم حدوث أي هجومات قام المسرولون بتركيب أجهزة مراقبة أمنية في أنحاء البلاد، وبالتركيز على المواقع المقدسة، وطبقت تقنية التعرف على ملامح الوجه، وتم تعيين ـكثر من 60 ألف ضابط شرطة.
وقال مدير الأمن العام، اللواء عثمان المحرج في مقابلة مع “Saudi Gazette”: “إن هذه القوات تمركزت في مينا ومزدلفة عرفة للتأكد من سلامة الحجاج وتسهيل أدائهم للشعائر.”