هواجيس
الكرسي..!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
هو ذلك الإختراع العظيم نشأ من الحضارة الفرعونية ، ولكن الفوائد التي حصل عليها البشر لا تُعد ولا تحصى. وحديثنا عن الكرسي له جوانب عديدة ومفيدة، ولنا فيه قصص ومآثر..
فهناك الكرسي البلاستيكي الثابت الموجود في المسجد ليعين كبار السن على أداء الصلاة. وفيه فائدة عظيمة لهم مكنتهم من التغلب على مضاعفات صحية منعتهم من الصلاة واقفين.
وهناك كرسي التعليم في المدرسة والجامعة، ثابت ومحدد الاتجاه نحو المعلم والسبورة، وهو السبب الرئيس لتواجدهم هناك .. فليس هناك شيء أهم من المعلم، وما يكتبه على اللوح من علم نافع.
وهناك كراسي الانتظار في المرافق العامة بأنواعها، وهناك كراسي المطاعم والمقاهي والمنتزهات وغيرها .. وجميعها ثابته لأن مقاصدها محددة.
ونأتي للكرسي الأكثر تعقيدًا في العالم. وهو الكرسي الدوار. وهو من أخطر الكراسي وأكثرها راحة. فهو يجعلك ترى الدنيا بزاوية 360 درجة. وهو أكثر راحة من الكراسي الثابتة وأكثرها ديناميكية.
ومشكلة هذا النوع من الكراسي تكمن فيما إذا كان الكرسي أكبر من حجم المستخدم. هناك يضيع ذلك المستخدم في غياهب ذلك الكرسي، ويصبح عديم النفع كإنسان يفترض به توظيف ذلك الكرسي لخدمة مقاصده. وتلك مصيبة يعاني منها المجتمع.
وأحياناً يكون الكرسي أصغر من حجم ذلك المستخدم فيضطر أن يكون في معظم وقته واقفاً ليدير أموره بكل سلاسة. وتلك مصيبة يعاني منها الكرسي.
ومن مخاطر الكرسي الدوار أنه يجعلك تشعر بزهو وفخر وتتضخم لديك (الأنا) وتنسى نفسك، وهناك قد يستدير بك الكرسي فجأة ويطوح بك بعيدًا في عالم النسيان.
وهناك من دخل في عالم إدمان الكرسي الدوار. فبعد سقوطه بدأ يئن ويتوجع لأنه لا يعلم أن لتلك الكراسي صلاحية معينة. إذا لم تخدم الكرسي فلن يخدمك. فهو ليس ذلك الكرسي الذي تأخذه معك للمنزل.
وختاماً.. نسأل الله العفو والعافية، وأن يجعل في جلوسنا على الكرسي الدوار منفعة للناس وخدمة لهم.. وأن يكون ذلك الكرسي نعمة كبيرة يذكرنا فيها الناس بعد مغادرته. ولا يكون نقمة علينا.. فحياتنا تعج بأصدقاء الكرسي. كفانا الله وإياكم شرورهم.