الرأي , سواليف
السعودية .. دوران للأمام
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
الدول تحتاج لسنوات طويلة كي تتمكن من تغيير أوضاعها السياسية والاقتصادية والمجتمعية . وكلما كانت الدولة كبيرة ومؤثرة في محيطها الأقليمي والدولي ، كلما احتاجت لسنوات إن لم تكن لعقود حتى تحقق أهداف التغيير الذي تنشده . ولهذا شكك البعض في قدرة المملكة على الخروج من عنق الزجاجة التي كانت هي عليه ، خاصة وأنها ذات وزن ثقيل خليجياً وعربياً واسلامياً . فالمملكة ليست جمهورية موز ، بل هي مملكة حباها الله بكل مقومات العظمة . في علم السياسة والاقتصاد، تكون الحركة ثقيلة وبطيئة، فكل خطوة للتغيير تجرف معها متغيرات تؤثر على المحيطين القريب والبعيد . مثلها مثل الأمواج في عرض المحيطات العميقة ، عاتية ومؤثرة .
وفي علم الاجتماع ، تحتاج المجتمعات لما يقرب من ثلاثة عقود كي تتغير ثقافتها وعاداتها واهتماماتها . خاصة عندما تكون مجتمعات فُرض عليها واقع صعب ومعقد لأكثر من أربعة عقود من التشدد والانغلاق والوصاية .
أي تغيير تنشده قيادة جديدة ذات رؤية واضحة وثاقبة ، لا بد وأن تصطدم بجبهات عدة . فما بالك وتلك الجبهات ذات مصالح وأجندات ، ولها جذور عميقة ، ترى في أي تغيير تهديداً لها ولمصالحها ، وربما وجودها . تحديات كان العالم يعتقد بأن من المستحيل تغييرها .
هناك فرق بين أن تسير مركبتك في صحراء دون أن تعرف هدفها . دون أن تفكر لحظة واحدة ، بأن الوقود قد ينفذ في أي دقيقة ، تجد بعدها نفسك ومن معك ، تائهون لا يسأل عنكم أحدا ، وبين أن تسير في طريق مضاء محدد الأهداف ، بخطة واضحة تضع الحلول لكل العقبات قبل الوقوع فيها . هكذا كنا وهكذا أصبحنا .
كنا نتحدث عن الكثير من حالات الفساد ، كما لو كنا نتحدث عن مشاهد تمر أمامنا ، كأنها أمر واقع . تعديات مليونية على أراضي الدولة . ميزانيات مليارية لمشاريع يمكن تنفيذها بملايين قليلة . صكوك بلا أساس في سجلات الدولة . رشاوى تمارس بشكل يومي دون حسيب أو رقيب . لم نكن نتخيل بأن هناك عاصفة من العزم والحزم ستهب لتقتلع كل قلاع الفساد ، وتعصف بعصابات ومتنفذين وأصحاب مصالح من القمة إلى القاع .
السعوديون كانوا يعيشون حالة من الإنفصام . كل واحد منهم كان له وجهان . وجه داخل الوطن ، قلق متشدد متجهم ، يخشى تسلط فئات محددة ” الملامح ” بأجندات خبيثة ، تتصرف كما لو كانت وصية عليه وعلى أسرته وعلى المجتمع بأسره . ووجه آخر منطلق متسامح مبتسم يظهر به مع أول خطوة يخطوها على سلم الطائرة ، كما لو كان خارجاَ من سجن .
في عمر الدول الصغيرة تحتاج لسنوات طويلة كي تغير من معادلاتها ، فما بالك إذا كانت بحجم المملكة العربية السعودية ، وما تمثله من ثقل عربي واسلامي واقتصادي !! . بكل تجرد أقول كأننا في حلم . كل شيء يتغير نحو الأفضل بسرعة البرق . حياتنا اليومية .. حاجاتنا الأساسية من صحة وخدمات .. مستقبل وطننا وأجيالنا القادمة .. كل شيء في وطننا يتغير ، يتطور ، يجعلنا نفخر بانتمائنا لهذا الوطن الكبير .
باختصار وإن أطلت .. نحن نعيش رحلة الصعود للقمة بقيادة عراب رؤيتنا 2030 سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان ، وبرعاية كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله . ولكم تحياتي