الزوجة السعودية .. الظلم البيّن

لم أتعود التعليق أو الرد على أي كاتب يطرح رأيه في قضية، حتى لو كانت تلك القضية تهم شريحة كبيرة من المجتمع . فهذا رأيه ويعبر عما بداخله ولا يحق لي أو لغيري الاعتراض عليه طالما أنه لا يفرضه على أحد .

قبل أيام وصلني مقال كتبه أحد المواطنين السعوديين برتبة ” كاتب ” ، طرح فيه مقارنة بين الزوجة السعودية، ومثيلتها المغربية . وقد تضمن المقال كل ما هو جميل عن المغربية ، وكل ما هو سيء عن السعودية . والحقيقة أنني مستغرب جداً مما كتبه في مقاله ، وكيف لا وهو يصف الزوجة السعودية بأنها “دودة تنخر في عظام الزوج”، و “لقاح موت بطيء في صورة زوجة” . أما الزوجة المغربية فقد عدد صفاتها ولم يبق له إلا أن يقول عنها إنها من حور العين . ولو أنه تحدث عن الزواج من أجنبية سواء مغربية أو غيرها ، فسنقول إن هذا رأيه وليس من حق أحد الاعتراض عليه . لكن أن يتحدث عن الزوجة السعودية بهذا الشكل المتعسف الخالي من الذوق والإحترام والتقدير ، فإن من حق أي سعودي أو سعودية الرد عليه .

في كل بقعة من هذه الأرض ، هناك شراكات زوجية ناجحة، كما أن هناك زواجات فاشلة . فنجاح الحياة الزوجية أو فشلها ، لا يرتبط بالمكان أو الزمان أو المجتمع . بل بقبول كل طرف بالطرف الثاني دون أي حسابات ، كما يقول المثل الإنجليزي ” When you love someone you love him as he is، بمعنى عندما تحب شخصاً ، فعليك أن تحبه كما هو .

ليس بالضرورة أن يكون فشل الحياة الزوجية ” مرده ” تصرفات الزوجة ، فقد يكون الزوج هو السبب ، من خلال تصرفاته العنترية أو مظهره القبيح أوجوهره الخالي من أي مشاعر أو أحاسيس .

للأسف فهناك من ” يتميلح ” في قضايا تمس الشريحة الأجمل في المجتمع ، وهي شريحة المرأة السعودية ، تلك المرأة التي تصون بيتها وتحافظ عليه حتى لو كان شريك حياتها ” خارج التغطية ” .

من الواضح أن هناك بعض السعوديين يعانون، إما من جفاف عاطفي ناتج عن تجارب فاشلة في زواجاتهم ، أو أنهم من مراهقي الخمسين والستين وهذا هو مربط الفرس . ولكم تحياتي .