“أرامكو” تحقق الريادة في تبني الاقتصاد الدائري بتخريج 550 موظفًا وموظفة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
شرعت أرامكو السعودية في تنفيذ مبادرات تجعلها شركة رائدة في مجال الاقتصاد الدائري؛ فعلى مدى أعوام عديدة، طبقت الشركة هذا المفهوم، دون أن يتخذ شكل برنامج منظم وقائم بذاته. وتبني منهجية إدارية قائمة على الاقتصاد الدائري يخلق فرصًا اقتصادية وبيئية في الوقت عينه.
ويخلق الاقتصاد الدائري آفاقًا اقتصادية مذهلة للاقتصاد العالمي، وأرامكو السعودية حريصة على استغلال فرص الأعمال التي يخلقها من خلال المبادرة إلى تبني هذا النموذج التشغيلي؛ إذ يحقق الانتقال نحو منهجية الاقتصاد الدائري مزايا تنافسية طويلة الأجل ويعزز الاستدامة. كما أن الأهم من ذلك حقيقة أن الاقتصاد الدائري هو مفهوم اقتصادي يتوافق مع الطبيعة، ويحقق الأهداف المتصلة بالمناخ والطاقة.
خطة عمل نحو الاقتصاد الدائري
وقبل تبني مفهوم الاقتصاد الدائري، حرصت أرامكو السعودية كل الحرص على دراسة بيئتها التشغيلية عن كثب، والاطلاع على دراسات هذا المجال التي أجرتها المؤسسات العاملة في القطاع، وكذلك أداء الشركات النظيرة.
وفي الآونة الأخيرة، أطلق مجلس المهندسين في أرامكو السعودية مبادرة ترمي إلى تشجيع تبني الاقتصاد الدائري في كافة أعمالها.
ودشنت الشركة برنامج الارتقاء بالمهارات وتخريج الكفاءات في مجال الاقتصاد الدائري؛ حيث تخرج منه حتى الآن أكثر من 550 موظفًا وموظفة. كما أن الشركة ترغب في تسريع وتيرة استثمار هذه الفرصة؛ بغية تعزيز التنافسية، وإطلاق العنان للابتكارات، وخلق وفرة من فرص تحقيق الأرباح وتحسين أدائنا البيئي إلى حد كبير، ليس على مستوى الشركة فحسب، بل على مستوى المملكة كذلك.
وضمن جهودها الرامية إلى تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري، أضافت أرامكو السعودية إجراءً جديدًا ضمن برنامج التميز التشغيلي، لتسترشد بها كل الإدارات في مساعيها لتطبيق مفهوم هذا الاقتصاد.
وفرضت الشركة متطلبات تصميم الاقتصاد الدائري في مخرجات مشاريعها الرأسمالية، التي تخضع لنظام إدارة رأس المال في الشركة.
جهود متنامية
وتمتلك أرامكو السعودية خبرة كبيرة تمتد على مدى عقود طويلة في هذا القطاع قادرة على تقديم إسهامات كبيرة للوصول إلى اقتصاد عالمي دائري، ولديها عقلية متأهبة لتنفيذ المشاريع، وكوادر بشرية مميزة، برهن التاريخ على سرعة تأقلمها مع التغييرات ومواكبتها للتحديات.
وهناك العديد من الأمثلة على تبني كافة دوائر الشركة للمبادئ التشغيلية للاقتصاد الدائري، كما يمكنها الارتقاء بمستوى جهودها؛ ويتطلب التحول إلى الاقتصاد الدائري الالتزام بتغيير الثقافة التشغيلية، التي ينبغي غرس جذورها بداية من مرحلتي التخطيط والتصميم.
الحد من انبعاثات الكربون
ضمن الإطار العام لتبني المملكة للاقتصاد الدائري، تعمل الشركة على تشجيع تبني الاقتصاد الدائري منخفض الكربون، الذي يركز على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وإعادة استخدامها وتدويرها وإزالتها.
إعادة حقن الكربون في مكانه الطبيعي
وعلى اليابسة التي تضم أكبر حقل نفطي في العالم، وهو حقل الغوار، تنفذ أرامكو السعودية مشروع استخلاص الكربون وإعادة حقنه، وهو المشروع الأكبر والأكثر تطورًا في منطقة الشرق الأوسط.
ويمثل هذا المشروع حجر الزاوية لبرنامج التخلص من الكربون في المملكة، الهادف إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ويسلط الضوء على الدور الريادي الذي تقوم به أرامكو السعودية لمعالجة التحديات المناخية العالمية.
ويحول المشروع دون تحول الكربون إلى غاز مسبب للاحتباس الحراري، ونجح المشروع في إعادة حقن 800 ألف طن سنويًّا من ثاني أكسيد الكربون منذ عام 2015م.
ويقوم معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية بفصل ثاني أكسيد الكربون القادم من معمل الغاز في حرض عن الغازات الأخرى، ثم تجفيفه في وحدة خاصة مصممة لاستخلاص 45 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز ثاني أكسيد الكربون الرطب، ومن ثم ضغطه حتى 3000 رطل للبوصة المربعة، وضخه في الأنابيب إلى موقع إعادة الحقن في العثمانية.
إعادة استخدام المياه
ومن الأولويات في الأحياء السكنية التابعة للشركة، المحافظة على المياه.. تستخدم المياه المعالجة في هذه الأحياء للري ولتبريد وحدات التكييف المركزية، من خلال إعادة استخدام المياه المتخلص منها في معامل مياه الشرب، وزيادة استخدام مياه المجاري المعالجة، كما تقوم الشركة بترشيد نحو 4.8 مليار غالون سنويًّا من مصادر المياه الجوفية الثمينة.
وتغيرت طريقة ترشيح مياه الشرب، المستخدمة في وحدات التناضح العكسي، من استخدام مرشحات الرمال إلى المرشحات الأسطوانية.
وأدى هذا التغيير إلى الاستغناء عن الحاجة للغسيل العكسي؛ مما نتج عنه تقليل الفاقد المائي بواقع 5000 غالون في اليوم، بالإضافة إلى تبسيط التعقيد التشغيلي، وتخفيض تكاليف الصيانة على المدى البعيد.
وأثبتت مبادرة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بدلًا عن المياه الخام غير المتجددة في أبراج تبريد محطات التكييف المركزية أنها آمنة وموثوقة. ونتج عن ذلك تحسن كفاءة استهلاك الطاقة في وحدات التكييف، وانخفاض وتيرة تراكم الجير في أنابيب المكثفات؛ الأمر الذي قلص بدوره أنشطة الصيانة.
وتسهم إعادة استخدام الموارد في زيادة دورة حياة الأصول في الأحياء السكنية والمكاتب التابعة للشركة في جميع أرجاء المملكة.
سبعة جوانب نحو التحول للاقتصاد الدائري
وفي مسيرتها نحو التحول الشامل للاقتصاد الدائري؛ تغطي أرامكو السعودية سبعة جوانب من الأعمال التشغيلية في الشركة، تشمل:
1- التصميم الداعم للاقتصاد الدائري
تصميم أنظمة وأعمال ومنتجات مستدامة وفاعلة وقابلة للاستخدام المتعدد، بما في ذلك التصميم لغرض استخلاص الموارد واستعادتها.
2- تطوير سلسلة إمداد دائرية
تصميم نظام لسلاسل الإمداد العكسية والدائرية الصديقة للبيئة ودمجها، من أجل تعزيز نموذج إيجاد القيمة الاقتصادية والبيئية.
3- الحد من الآثار البيئية
تنفيذ مبادرات تراعي البيئة؛ بهدف الحد من البصمة الكربونية وانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
4- إطالة دورة حياة الموارد والأصول
المحافظة على دورة حياة الأصول والموارد وإطالتها، من خلال ابتكار تصاميم مستدامة وتطويرها ومعالجة عيوبها.
5- استثمار الموارد المتجددة
تعزيز استخدام الموارد المتجددة وتلك التي يمكن إعادة استخدامها والمواد غير السامة.
6- تحويل النفايات إلى موارد
التخلص من النفايات خلال كافة مراحل المعالجة، وإنتاج موارد ثانوية عن طريق إعادة الاستخدام والتدوير والتصنيع.
7- تبني التقنيات المبتكرة
تسريع وتيرة تطوير وتبني التقنيات الرقمية وغير الرقمية.
ويُعرف الاقتصاد الدائري بأنه نموذج يستهدف تقليل المهدر من المواد والسلع والطاقة؛ بحيث يتم خفض الاستهلاك والنفايات والانبعاثات، عن طريق تبسيط العمليات وسلاسل الإمداد.
ويسهم الاقتصاد الدائري أيضًا في تعزيز الاستفادة من جميع المواد الخام وصور الطاقة؛ فضلًا على إعادة التدوير والاستخدام وإعادة التصنيع والتطوير، بدلًا من نمط الهدر وتكديس النفايات.
ورغم أن الاقتصاد الدائري لا يشكل إلا 9% فقط من إجمالي الاقتصاد العالمي، إلا أن ذلك يمكن أن يسهم في خلق فرصة تجارية وبيئية هائلة لإعادة استخدام 91% من موارد هذا الاقتصاد، أو إعادة تدويرها.
ويدار معظم الاقتصاد العالمي اليوم بطريقة خطية؛ بحيث تؤول المواد الخام إلى مكبات النفايات، بدلًا من إعادة استخدامها أو تجديدها أو تدويرها. بيد أن الأمر مختلف في الاقتصاد الدائري؛ حيث يعاد تدوير الموارد بطرق مختلفة؛ وخير مثال على ذلك حرص المملكة على إعادة تدوير المياه التي تعد من الموارد الثمينة للبلاد.