الرأي , سواليف
من أخفى عنا “الوطن” ؟! (3/3)
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
ملايين الأمتار من أراضي الدولة التي نُهبت، تمت استعادتها وبقوة القانون، ومعها اكتشفنا كم كانت الضمائر ميتة حين سرقت، وكم كان الفساد مستشريا حين أقيمت مشاريع على أراض مسروقة بلا صكوك أو من خلال وثائق مزورة لا أساس لها ولا مرجع.
الحرب على الفساد والمفسدين حين بدأت لم تستثن أحدا. الكبير قبل الصغير، الأمير قبل الفقير. ولم يعد هناك إنسان أقوى من القانون. لقد قطعت كل الريش التي كانت على رؤوس أولئك المفسدين. ولم يعد أصحابها يملكون حصانة تحميهم من لجان المراقبة والمساءلة. لقد حاولوا ترسيخ تلك المبادئ الفاسدة في أذهان المواطن كما لو كان أمراً واقعاً .
ولأنه لا أحد أكبر من الدولة، فقد كان تقليم أظافر من نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس أمر لا مفر منه. لقد كانوا يخوفون الناس البسطاء من نار جهنم حتى لو استمعوا لأغنية أو موسيقى، بينما هم يعيشون بالقرب من الفساد وفي بلاط كبار الفاسدين .
قال بعضهم أن “اللقطاء” سيكثرون مع أول سنة تسمح الدولة للنساء بقيادة السيارة . وقال آخر إن قيادة المرأة سوف تؤثر على مبايضها . وقال ثالث إن السماح بعمل المرأة سيدمر المجتمع . حينها كان الصوت الوحيد هو صوت التشدد الأقرب للتطرف . ثم ماذا حدث ؟! قادت المرأة فاستغنينا عن آلاف السائقين ، ثم عملت وهي بكامل حشمتها واعتمدت على نفسها، والنتيجة أننا حمينا فتياتنا والكثير من أسرنا من ذل الحاجة أمام أبواب الجمعيات الخيرية . وأثبتت السيدات السعوديات أنهن أشرف من كل شخص شكك فيهن أو أساء إليهن .
لست ممن يحمل أجندة ضد الغير، ولا أضمر شراً لشريحة تمثل رأياً مهما كان، إنما أورد تلك الأمثلة لأبين كيف كان المجتمع تائهاً بين الفساد والمفسدين، وكيف كان يعيش تحت الوصاية التي فرضتها فئة تطرفت كثيراً لحماية مصالحها ولا شيء غير مصالحها “الدنيوية” .
من حق المواطن السعودي اليوم أن يحتفل مرتين .. الأولى بيومه الوطني المجيد، والثانية بالنقلة الحضارية الكبيرة التي أحدثتها رؤية المملكة 2030، التي يقودها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله .
كل عام وأنتم ووطننا وقيادتنا بخير وعافية ونمو وتطور . ولكم تحياتي .