الرأي , سواليف
من أخفى عنا الوطن ؟! ( 2/3 )
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في كتبنا التي درسناها لم يتطرق مؤلفوها للآثار التي تعج بها معظم مدننا وقرانا في مختلف مناطق المملكة. لدرجة أننا نصاب بالدهشة حين نسمع عن تلك الآثار للمرة الأولى في حياتنا، كمن يتعرف على جمال بيته للوهلة الأولى رغم أنه عاش وتربى فيه لسنوات.
عندما كنا نزور بعض الدول للسياحة، كانت أشهر الأماكن السياحية هناك، هي الآثار والقصور والقلاع. كان السائح السعودي المهتم بمثل تلك الزيارات يقف مشدوهاً، وهو يستمع لشرح المرشد السياحي، وكأنه قادم من بلد حديث، وليس بلد تمتد جذوره لعمق التاريخ.
لم تساهم كتب التاريخ التي درسناها، في تسليط الضوء على تلك الكنوز التاريخية التي تزخر بها بلادنا في كل شبر منها. فهناك قلاع مثل قلعة شنقل وقلعة وادرين وأبو عريش والدوسرية وغيرها الكثير من القلاع التاريخية. وهناك آثار يعود تاريخها لآلاف السنين، كمدائن صالح التي أحاط البعض بها غموضاً، إلى أن تم السماح بزيارتها وتم تسجيلها كأحد مواقع التراث التاريخي لليونيسكو، وكذلك مدائن النبي شعيب في محافظة البدع، ومدافن جاوان التي تعود للقرن الثاني الميلادي؛ إذ لا تخلوا منطقة من مناطق المملكة من مثل تلك الآثار التي تستقطب السائح السعودي قبل الأجنبي.
كلها – وللأسف الشديد- آثار فشلت مناهج التاريخ في إبراز أهميتها لنا كمواطنين وللأجانب كسائحين. وما ذكرته في مقال الأمس عما يحتويه وطننا من جمال رباني، وما قلته اليوم عن عمق هذا الوطن التاريخي، لم يكن ليظهر للناس لولا توجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين، والرؤية المباركة لعرّابها سمو سيدي ولي العهد، الذي فتح الأبواب للسياحة الداخلية ودعمها، بعد أن كدنا نصدق بأننا دولة ليس فيها إلا نفطاً في صحراء قاحلة.
سمو الأمير .. شكراً من القلب، فلقد اكتشفنا وطننا على حقيقته المغيبة منذ عقود.
غداُ أكمل عن هذه الرؤية المباركة بعد أن أعلن سموه الحرب على الفساد والمفسدين. ولكم تحياتي.