الرأي , ساقية
(حُبُّ القِرَاءَةِ)
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لطالما أعتقدت أن في الجنّة كتباً ، كما الفواكه و النعماء الأُخر ..
كنت أجزم مرددة أحياناً – بيني و بين نفسي –
لابد للجنّة من مكتبة و أرففاً جميلة و أنواراً باهرة .. صُفّت الكتب كالأقمار بأعلى موضع مشّع ملون .. محابر ، أوراق ، أدوات تدور لتصل من يشاؤها ..
{ عَلَّمَ بِالقَلَمِ } إذاً .. ربما أمكننا رؤية القلم أول مخلوق حاوره الله عزّ و جلّ .
هكذا أكون في مجاراة مع خيالي ، ينتقل بالأضداد معي ، فلا ترضيني الإفاقة منه ، ولا التحدث عنه كي لا أواجه بتعنيف من نوع رفيع !
قراءة الكتب ليست مُلحة نقصّر أوقاتنا بها ، يُقال :
” إنها لخسارة كبرى أن تذهب إلى نهاية العام بعقلك الذي ابتدأت به ”
دينٌ يبدأُ بكلمةِ { اِقْرَأ } هوَ دينٌ عظيمٌ .
دينُ يحمل ذاكرة من الكتب و مخزن العبارات التي شكّلت المهارات ..
كل كتاب لغز مُغلف بالغموض في أحجية مبهمة ، نكتشف الدروب من شموع كلماته
ليس مخجلاً أن تتصفح يد أحدهم كتاباً في مكان عام ..
لا شيء يُكونُنَا أناساً مختلفين إلا القراءة
لا دين ، لا الأخلاق ، ولا عرف .. و لا أي شيء ، إن تخلّى المرء عن الإيمان بكلمة { اِقْرَأ } المفتاح السحريّ لأبواب الحياة .!
الثقافة مصنع الكتب ، و لا يمكن الحكم على جودة عمل إلا بمزيج من ثقافة الصانع
كيف أثق بطبيب غير مثقف ، أو معلم غير مثقف ، أو نحّات أو زارع غير مثقف .. ؟!
حتماً سيقطع كل منهم شوطاً طويلاً حتى تعلمّه ‘ التجربة ‘ ، قد يكفيه العناء لو قرأ أكثر .
حين نعطي الآخرين ، فلنكن أمناء عليهم ..
فرق أن تدرس من أجل المهنة ، أو تكون قارئاً ، سيبدو لك التمايز واضحاً بين موظف و آخر ، و بين تاجر و زميله ، بين كل موهبة أُهملت و أخرى نهضت ..
شهرة ( المتنبي ) لم تعتمد على ضلع الموهبة فحسب ، و لا هي من عملت على سيرورة شعره ، حتى نظر الأعمى إلى أدبه و اسمعت كلماته من به صمم .. بل إن الشاعر العظيم كان مثقفاً ، ينهل من خزائن مكتبة ( دار الحكمة ) التي أنشأها الخليفة العباسي هارون الرشيد .
اقرأ ولو تعددت شاشات الحروف .. ورقية أو ضوئية
اقرأ ليتحول علمك و عملك إلى فن جديد نابض بالحياة
اقرأ لأسباب متشعبة و مهمة لك أنت خاصة ، ستعرفها في كل مسافات حياتك .
كُلُ ما لم يكنْ من الصعبِ في ** الأنفسِ ، سهلٌ فيها إذا هو كانَ
– المتنبي
عُرف الكاتب ( بورخيس ) بمقولته الشهيرة : دع الآخرين يتباهون بالكتب التي ألفوها ، أما أنا سأفتخر بعدد الصفحات التي قرأتها .
و يقول : أبي، قدم لي مكتبته، التي بدت لي لانهائية .. وقال : اقرأ كل شيء، لكن إذا شعرت بالملل، اتركها فوراً، هذا كل شيء .
..
استيقظت صباح يوم 23 ابريل ، الذي تحتفل به منظمة اليونسكو ك ( يوم عالمي للكتاب ) .
تآلف بي الفرح وفاءً للكتاب .. و كان أجدى أن أعقد له احتفالاً بهيجاً في ساحة صدري الذي كان أوعى وعاء له ..
فكانت هذه الكلمات .
فلكل الذين قرأت لهم .. شكراً .
مميزة دائمآ أستاذة هدى في طرحك وانتقائك للكلمات
أجزم أن القراءة نفسها تبتهج فرحآ عندما تتباهين بها .. جديدة دائمآ في مقدمتك للكتابة ومثيرة في خاتمتك
شكرآ لك