محمد المزيني: كل دين يشكك في عقائد الناس مبرراً قتلهم هو إلى الشيطان أقرب

 الرياض: عناوين

تحت عنوان “الإسلام السعودي أو السياسة السلفية” كتب الروائي والكاتب السعودي بصحيفة الحياة محمد المزيني مقالا قال فيه  (إن كل دين يتهم الناس بغية فضحهم ويشكك في عقائدهم ليبرر قتلهم هو ليس دين الله، لأنه إلى الشيطان أقرب، ومن كان دليله الشيطان فسينتهي في محرقته لا محالة، يجب أن يؤخذ على أيدي هؤلاء قبل أن يجروا علينا وعلى بلادنا الويلات تحت راية الشيطان نفسها).

وأضاف إن كنا نريد أن نصدُق مع أنفسنا ونحمي بلادنا من مبررات التدخل السافر كما حدث قبلاً، فعلينا أن نعترف أن القائد الكبير في كل ما يحدث لأبنائنا هو عدم قدرتنا على عمل مراجعات عاقلة لمحتوانا الثقافي والمعرفي بقوالبه الجاهزة، وتفكيك تلك الإدارة المحكمة لها والمتحكمة بمجرى حياة الناس، وإن كنا نريد أن نتأكد من حقيقة ذلك فلنتصفح كل الرسائل الدينية التي تقتحمنا عبر «واتساب» و«تويتر» و«فيسبوك» في كل الأوقات، لنقرأها بتمعن، خصوصاً تلك الملحقة بحوادث معينة تتماس بشكل مباشر مع تديننا، إذ تحل معها قدسية مفرطة بالغلو تجاهها لينقلب الحق باطلاً والباطل حقاً باستخدام «الشرعي»، كمدارات وحماية لقيمنا من أي نقد يطاولها.

وتساءل: ألسنا اليوم بمسيس الحاجة إلى الالتفاف حول قياداتنا وقيمنا الإسلامية العاقلة التي تمنح حرية التفكير والاختلاف، وتنبذ التجريم والاعتداء والقتل من دون وجه حق، ألم نقرأ في أسفار التاريخ كيف استطاع المسلمون بأخلاقهم فقط فرض احترامهم على أمم الأرض قاطبة؟ ألم ندرس كيف تعايش اليهود والنصارى وكل ملل الأرض ونحلها في كنف الدول الإسلامية في مصر والشام والعراق والأندلس من دون مساس؟