الدمام … وكورونا البكر!

كتب الصديق محمد البكر قبل ايام مقالا بعنوان “الدمام والكورونا .. وماذا بعد؟” .. وجه فيه اللوم لأهالي مدينة الدمام على ارتفاع ارقام المصابين بمرض الكورونا المسجلين على مدينة الدمام وعزى اسباب ذلك الى عدم التزام بعض الأحياء بمعايير المنع الجزئي و العائلات التي تخرج في كثير من الأحيان سوية عند التسوق مسببين زحاما وأضاف أنهم لا يرتدون القفازات والكمامات.
كنت أتمنى لو استدل الزميل ابو اريج بشواهد على هذه الاتهامات ، فحين أخرج للضروره لا ارى أسرا تتسوق وانما افرادا او ازواجا وجلهم يرتدون القفازات ويستخدمون المعقمات اما الكمامات فقد اوضحت وزارة الصحة انه لا حاجة لها ومع ذلك يرتديها البعض. ولم نرى أو نسمع عن احياء لم تلتزم بالمنع الجزئي (الحظر) فلنا اصدقاء واقارب في كل احياء الدمام. ولا أظن ان الدمام تختلف عن الخبر فالمدينتان متشابهتان ومتلاصقتان والاسر تتقاسم السكن فيهما وتتنقل بينهما وهم على نفس المستوى من الوعي. صحيح ان الدمام أكبر حجما وسكانا ولكننا شاهدنا التزاما كبيرا بالتوجيهات. ونعلم جميعا ان الكثيرون يفضلون زيارة الخبر لهدوئها وتعدد مقاهيها والاهتمام بمرافقها السياحية مقارنة بالدمام كما ينقل ذلك البعض في سناباتهم ـ لذا ظللت حائرا احاول فهم مبررات اتهامات الأخ محمد البكر فلم أجد سوى استشهاده بأرقام الاصابات المسجله بمرض الكورونا وهو استشهاد خاطيء لذا احببت أن اوضح ذلك لأبي أريج.
سجلت الدمام حتى يوم السبت 136 اصابة وبمقارنة ذلك بعدد السكان وهو 1,024,409 تصبح النسبة 13.27 اصابه لكل مئة الف من السكان ، بينما سجلت الخبر 35 اصابة وبمقارنة ذلك بعدد السكان وهو 457,748 تصبح النسبة 7.65 اصابة لكل مئة الف من السكان. ولكن لو أضفنا مدينة الظهران التي سجلت 36 اصابة بينما يبلغ عدد سكانها 120,755 فسنجد ان معدل الاصابة فيها هو الاعلى وهو 29.81 حالة لكل مئة الف من السكان! فهل يعقل ان تكون مدينة الظهران التي تضم ارامكو وتخلو من مناطق العماله والاحياء القديمة والاسواق الشعبيه هي الاعلى؟ بالطبع لا لان ارتفاع اعدد المصابين سببه كثرة المسافرين من موظفي ارامكو ولأن الاصابات تسجل على الظهران بغض النظر عن المدينة التي يقطنها الموظف!
نعود للدمام ، مالا يعرفه البكر وتحققت منه بنفسي هو أن الفنادق المخصصة للحجر في الخبر و الدمام والتي تضم مئات المسافرين الذين عادوا عن طريق مطار الملك فهد الدولي بالدمام وينتمون لمدن مختلفه في المنطقة الشرقيه وخارجها تسجل على الدمام فقط! أي أن المصابون في الحجر في هذه الفنادق جميعهم يسجلون على مدينة الدمام لأنهم ينقلون لمستشفيات وزارة الصحه المخصصة لمعالجتهم في مدينة الدمام كون الخبر تفتقد لوجود مستشفيات للصحه! ولو استثنينا هذه الاعداد من المصابين لأصبحت اصابات الدمام والخبر متقاربه وهذا هو الطبيعي لتشابه الكثافه السكانية وتنوع الاحياء. فارقام المصابين في الدمام ليست كلها للاهالي المقيمين فيها الذين اتهمهم الأخ محمد البكر بالاهمال واللامبالاه!
كنا نتمنى لو اكتفى الزميل البكر بتنبيه القراء للممارسات الخاطئة والتجمعات دون توجيه اساءات لا داعي لها لاهالي الدمام الذين يفتخرون بها كعاصمة للمنطقة تضم المرافق الرئيسية وفروع الوزرات وكبار الشركات ويهتمون بالحفاظ عليها كما يفتخرون بالخبر الاخت الشقيقه للدمام والتي توليها الأمانه عناية ورعاية فائقه فيكفي ان تقارن ميادين ودورات الطرق او تخطيط الكورنيش ومرافقه بالخبر مع مثيلاتها في الدمام لترى الفارق الكبير ، كما أن العديد من رجال الاعمال بالدمام يقيمون مشاريعا رائده متميزة في الخبر فنحن ننظر للدمام والخبر على أنهما “عينان في رأس” تكمل كل منهما الأخرى ولا نعتبرهما متنافسين او ضدين كما هي نظرة البعض. وفي الخبر اعز الحبايب واغلى الاقارب والاصدقاء والعديد منهم انتقل من السكن في الدمام الى الخبر لأنهما امتداد واحد لايفرقهما سوى حدود على الورق ، والخبر في قلوب اهل الشرقيه جميعا ونحبها كما نحب كل مدننا ونفرح لتميزها دون الاستنقاص او الاساءة للغير.
تحية لأحبتنا في مدينة الخبر وللزميل محمد البكر الذي نتمنى ان لا تتكرر منه مثل هذا المقالات التي تفرق ولا تجمع وتسيء بدلا من ان تزرع الحب.

@almansour_mohd