الرأي , سواليف
حصار الفيروس مطلب الجميع
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
عندما أعلن السيد أتيليو فونتانا ، حاكم منطقة لومبارديا الإيطالية ، عن تفشٍ واضح لفيروس كورونا في تلك المنطقة الواقعة في شمالي إيطاليا ، لم تتردد الحكومة الإيطالية في اتخاذ تدابير استثنائية ؛ للتصدي لأكبر انتشار للفيروس في أوروبا . أول تلك التدابير كانت عزل تلك المنطقة عن العالم الخارجي . لومبارديا ، لم تكن إحدى مناطق الجنوب الإيطالي حيث الفقر ، بل في الشمال الغني والمتطور . ما يعني أن الأمر لا يتعلق بمنطقة محددة أو بظروف اقتصادية أو بفئة محددة من المجتمع دون غيره ، بل كانت متعلقة بمنطقة انتشار الفيروس جراء اكتشاف عدد من المصابين أو حاملي الفيروس . ثم لحق بذلك الإجراء إجراء آخر تمثل في عزل عشر بلدات في منطقتي لومبارديا وفينيتو الشمالية ، وأوكلت مهمة منع دخول أو خروج أي شخص من تلك المناطق للشرطة والقوات المسلحة .
أما في كوريا فقد أمرت السلطات في مدينة دايغو بعزل قاطني المدينة البالغ تعدادهم (2.5 مليون نسمة) ؛ خوفا من تفشي المرض ، بعد أن تم تسجيل 73 حالة يرجح أن غالبيتها انتقلت من شخص واحد . وتدرس الحكومة الكورية الجنوبية الآن فكرة عزل عدد من المناطق الأخرى ضمن حملة مركزة لحصار الفيروس ومنع انتشاره في بقية أرجاء البلاد .
أما في الصين فبعد انتشار الفيروس في بداية اكتشافه ، قررت السلطات إغلاق 10 مدن يقطنها أكثر من 32 مليون نسمة . هذا غير الإجراء الفوري الذي تم بموجبه عزل مدينة ووهان وعمل حجر على 11 مليون شخص هم سكانها ، مع قطع كلي لجميع وسائل المواصلات من سكك حديدية ونقل جوي ونقل عام إلى أجل غير مسمى في محاولة لاحتواء الفيروس ومنع انتشاره . وتم إغلاق جميع الأماكن العامة باستثناء المستشفيات ومحلات السوبرماركت وسوق المزارعين ومحطات الوقود ومخازن الأدوية .
إذن فإن إغلاق أي منطقة ينتشر فيها مرض معد أو فيروس خطير كفيروس الكورونا كما حدث في محافظة القطيف ومدنها وقراها ، هو إجراء متوقع وليس بجديد ويأتي لصالح الناس جميعا وأولهم أهل المحافظة ، مثلهم مثل سكان لومبارديا الإيطالية ودايغو الكورية ومقاطعة هوبي الصينية .
وبالرغم من أننا في وقت غير مناسب لتوجيه اللوم لأي شخص ، إلا أنني أتمنى على مثقفي منطقة القطيف العزيزية علينا جميعا ، أن يكونوا صريحين جدا مع بعض شبابهم وإخوانهم وأصدقاءهم ، وأن يقولوا لهم: هذا ما جلبتموه لنا من مصائب كنا في غنى عنها . ولعل ما حدث يعتبر درسا يتعلمون منه بأن وطنهم وأهلهم أكبر قدرا وأهمية ممن يبحثون عن فرصة لإلحاق الضرر بهم قبل غيرهم . رفع الله عنكم هذا البلاء وحفظ الله وطننا من كل شر . ولكم تحياتي .
وكل من لم يصرح بانه ذهب الى ايران خائن
وكل من جاء بالوباء حكمه القصاص