الرياض .. هكذا تبنى الحواضر الكبرى
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
وجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بتطوير محاور الطرق الدائرية والرئيسة في المدينة بهدف الارتقاء بمستوى منظومة النقل فيها، لتكون مركزا ومحورا مهما في تقديم خدمات النقل المستدام، وتعزيز دورها كإحدى حواضر العالم الكبرى انطلاقا من توجهات برامج “رؤية 2030”. وسيشمل برنامج تطوير محاور الطرق الدائرية 400 كيلو متر من عناصر شبكة الطرق بإضافة طرق جديدة ورفع مستوى المحاور القائمة وربطها ببعض، والتركيز على الطرق الرئيسة داخل المدينة لزيادة قدرتها الاستيعابية، ومنها طريق الملك فهد وطريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك سلمان والطريق الدائري الشمالي والجنوبي والشرقي وغيرها، مما يبشر بتخفيف الاختناقات المرورية التي شهدها سكان الرياض أخيرا. هذه أفضل هدية تقدم لهم في وقت أصبحت فيه هذه العاصمة من العواصم الكبرى المزدحمة، لزيادة عدد سكانها، والحراك الدائم فيها من مؤتمرات سياسية واقتصادية وثقافية وترفيهية ورياضية حتى أن سكانها لا يستطيعون الوصول إلى أقرب مشوار في أقل من ساعة كاملة، وربما ساعتين في بعض الأحيان، ولكي نربط بين حاضر هذه المدينة وماضيها أقول، إن بناء الحواضر الكبرى لا يتم، إلا أن يتبنى قائد صاحب رؤية وعزم ومتابعة دفة التغيير فيها، وقد قيض الله للرياض الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تولى الإشراف على بنائها وتطويرها لأكثر من 60 عاما، كان خلالها أميرا لمنطقة الرياض، كان يتابع كل صغيرة وكبيرة، يساعده في ذلك رجال يختارهم بعناية، وأولهم رؤساء البلديات الذين أصبحوا يسمون “أمناء للمدينة”، وتم في وقت مبكر فتح عديد من الشوارع العريضة؛ شارع الـ60 في الملز “طريق صلاح الدين الأيوبي”، شارع الـ80 “طريق الملك فهد”، ومن المهم أن نسجل أيضا أن نهضة الرياض الأولى بدأت بعد أن اختارها الملك عبدالعزيز “رحمه الله” عاصمة لهذه البلاد. وفي عهد الملك سعود “رحمه الله” قبل أكثر من 60 عاما بني مستشفى الشميسي الذي كان سابقا لوقته، مصمما على غرار مستشفى عالمي، ثم مباني الوزارات الحديثة، وجامعة الملك سعود، وبعد ذلك أنشئت شواهد عمرانية أخرى مثل، مطار الملك خالد، الذي يعد من أفضل مطارات العالم تصميما بشكله الدائري الذي يسهل وصول الركاب من الطائرة إلى بوابة الخروج، وهناك مبنى جامعة الإمام محمد بن سعود، مبنى جامعة الأميرة نورة، ومبنى مركز الملك عبدالله المالي، ومن الشواهد الحضارية، فكرة الحي الدبلوماسي، التي لقيت دعما ومتابعة شخصية من الملك سلمان “أمير الرياض آنذاك”، الذي أصر أن يكون حيا مفتوحا، كبقية أحياء الرياض، وليس حيا مغلقا كما اقترح البعض.
أخيرا: هذه لمحات من ذاكرتي حول مسيرة بناء مدينة الرياض، كإحدى الحواضر الكبرى، ولدي مزيد لأذكره في مقالات أخرى، وأرحب بأي تصحيح للمعلومات الواردة في هذه اللمحات، فلربما غابت عن الذهن وقائع تستحق الذكر، لتكون الصورة أوضح حول جهود الرجال المخلصين بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يعد الرياض والمملكة عموما مشروعه الحضاري في الماضي والحاضر.
علي الشدي
(نقلا عن الاقتصادية)