الرأي , هواجيس
المدير المهم
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كانت بلدية منظمة في مدينة هادئة تقضي مصالح المواطنين في أوقات قصيرة بكل يسر وسهولة.. فجأة تم تعيين رئيس جديد لتلك البلدية.. زار أروقة البلدية وتعرف على الجميع.. وبدأ دوامه.. بعد مضي شهرين لاحظ أنه ليس مدير مهم يلجأ له المواطن لتسهيل أموره.. مكتبه خاوي إلا من المواطنين الذين يأتون له للتوقيع النهائي.
فجأة قرر ذلك المدير تعقيد الإجراءات فكانت رخصة البناء التي تتم في ثلاثة أيام تنتهي بعد شهرين.. وهكذا لمعظم الإجراءات.. قال بعجرفة الناس تعتقد أن البلدية سهلة وتعودوا لازم يحسون بهيبة البلدية وأهميتها.. وأصبح مكتبه مكتظاً بالمتوسلين له من المواطنين وهنا شعر بأهميته ونفوده وغطرسته.
في نفس تلك الأيام. كانت هناك إدارة للمرور في مدينة جميلة.. وكان هناك ضابط جهبذ مبدع مخلص مسؤول عن قسم الحوادث. كان يسهل أمور الناس ويسرع اجراءتهم .. بالرغم من تعقيدات الحوادث آنذاك التسعيرات وقطع الغيار والقبول والرفض.. ولكن ذلك الضابط أخذ على عاتقه تسهيل هموم الناس وتسير حياتهم..
مدير المرور في الدور العلوي كان يهش ذباب.. مكتبه فاضي .. لايراجعه أحد طلباً لشفاعه او فزعه أو مساعدة. وأصبح نجم ذلك الضابط عالياً وحديث المجتمع..
قام ذلك المدير بتدبير نقل لذلك الضابط لإحدى مناطق المملكة.. وسادت بعده الفوضى وازدحم مكتب المدير بالمراجعين واستشعر قوته وجبروته بتوسلات أولئك المواطنين.. وبالمناسبة كنت أحدهم.
عشنا تلك الحقبة التي أسميها ( المدير المهم) وليس المدير القائد.. إلى أن منّ علينا الله بالمدير ( أبشر ) والمدير ( نجم ) أما فيما يخص الخدمات البلدية.. فالشكر كل الشكر على من أرغمهم على جعل المعاملات الكترونية..
ختاماً.. المجتمع بحاجة مدير يجعل من حياتنا متعة في إنجاز أمورنا الحكومية بعيدًا عن التعقيد والنرجسية المقيته.. والله المستعان