الرأي , سواليف
إيران.. الصندوق الأسود
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
باتت إيران ، وهي صاحبة السجل الأسود في المنطقة ، أكثر عزلة مما كانت عليه في السنوات الماضية . فمع تسارع الأحداث وتوارد الأخبار عن انتشار مرض الكورونا في عدة مدن إيرانية وخاصة “قم” ، وما تسبب فيه من انتشار متسارع في العراق ولبنان والأردن ودول الخليج “ما عدا المملكة” – والحمد لله – عبر مسافرين عادوا من إيران في الأيام الماضية ، اضطرت معظم شركات الطيران والسلطات المحلية في معظم دول العالم إلى إيقاف الرحلات الجوية القادمة من المطارات الإيرانية والمغادرة لها . مما يعني زيادة عزلتها بسبب حماقة سياسييها وتصرفاتهم العدوانية .
هناك أشياء لا تقبل الشماتة فيها مهما كانت الأسباب والمواقف . ومن بين هذه الأشياء الموت أو إنتشار الأمراض الخطيرة . ولهذا لا نشمت أبدا فيما تعانيه تلك الدولة المارقة على النظام والسلم العالميين ، ولكننا لا نستطيع – في نفس الوقت – غض الطرف عن حماقتها الجديدة وتكتمها على انتشار المرض في مدنها ؛ خوفا على مسرحية الإنتخابات البرلمانية . فبفعل ذلك التكتم انتشر المرض في المدن الإيرانية ومنها انتقل مع المسافرين الذين كان أغلبهم من الخليجيين ، كما حدث في الكويت والبحرين وعمان .
هذه الأنانية التي مارستها الحكومة الإيرانية ، أكدت من جديد أنها حكومة غير مسؤولة ، لا تضع لسلامة الناس أي اعتبار ، ولا يعنيها الجانب الإنساني ، ولا تهتم بالنتائج التي قد يدفعها الأبرياء . فمن غير المعقول ألا تعترف بالحقيقة لحظة اكتشافها للمرض ، أو تخضع الركاب المسافرين من مطاراتها للكشف عليهم والتأكد من سلامتهم وكأنها تتعمد تصدير أمراضها ومصائبها لدول الخليج العربية . فهي لو قامت بواجبها الحضاري ، لأمكن حصر المرض في مدن محددة من إيران حتى لو اضطرت لطلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية أو من الدول التي لها رعايا متواجدون هناك . كلنا يعلم بأن هذا المرض ينتشر بسرعة ، ولهذا تتخذ الدول التي تحترم نفسها ومكانتها بين الأمم ، كل الإجراءات العاجلة لمكافحة انتشاره . ومن المؤكد بأن إيران ليست من بين تلك الدول .
مرة ثانية بل وعاشرة أقول : إنني لست من الشامتين في إيران في مثل هذه الظروف ، بل أدعو الله أن يمن بالشفاء على كل مريض مهما كانت جنسيته أو دينه أو مذهبه ، فإن اختلفنا في الوطن أو الدين أو المذهب ، فحتما لن نختلف في إنسانيتنا وفطرتنا التي خلقنا الله عليها .
لعل إيران بعد مصائبها هذه ، تصحو من غفوتها ، وتعيد حساباتها ، وتمنح المنطقة بشكل عام ، وشعبها بشكل خاص ، الفرصة كي يعيشون بسلام ومحبة مع المجتمعات الأخرى في مختلف دول العالم . ولكم تحياتي.