الرأي , سواليف
اختطاف الأطفال وحد الحرابة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لعلكم سمعتم عن نجاح جهود الجهات الأمنية في حل لغز اختطاف طفلين من أحد مستشفيات الدمام عامي 1417 و1420 على التوالي ، والتي تكللت – ولله الحمد – بالقبض على الجانية التي بررت جريمتيها بأنهما لقيطان . ولأن هذه القضية الخطيرة لا تزال في مراحلها الأولى بين إدارات الإدعاء العام ومن بعدها القضاء المختص ، فإنني لن أغوص في أي تفاصيل حولها ، أو أطرح أي رأي فيها ، إلا من باب توعية الناس حول خطورة مثل هذه الجرائم . فقد لفت نظري قرار مجلس هيئة كبار العلماء برئاسة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز – يرحمه الله – والذي صنّف جريمة اختطاف الأطفال القصر ضمن الجرائم الكبيرة ، كونها تعتبر من جرائم الحدود المعاقب عليها بالقتل أو القطع باعتبارها تعدٍ على الضروريات الخمس ، ومنها النفس ، وما لها من انعكاس سلبي على المجتمع مما يفقده الإحساس بالأمن والإطمئنان .
وإذا كانت جرائم اختطاف الأطفال في الكثير من الدول حول العالم قد انتشرت بفعل وجود عصابات بيع الأعضاء ، أو استغلالهم للتسول ، أو بدوافع الحاجة لعدم القدرة على الإنجاب ، إلا أننا نستغرب في حدوث مثل هذه الجرائم وإن لم تصل إلى مرحلة الظاهرة ، في بلد يدين فيه كل شعبه بالإسلام ويؤمن بحساب الآخرة قبل حساب الدنيا .
من الصعوبة بمكان مطالبة الناس بعدم الثقة بالآخرين ، ومن الخطأ إرباكهم من خلال المبالغة في تحذيرهم من كل من يمر بجانبهم خوفاً على أطفالهم . فليس كل الناس طيبون ولا كلهم سيئون . كما أنه لا ثقة مطلقة ولا تشكيك كامل . وما بين هذا وذاك ، تبرز أهمية حرص ومتابعة الأهل لأطفالهم ، في الأسواق والمجمعات والمستشفيات ومدن الألعاب والملاهي . فالطفل في السن المبكرة لا يدرك من يأخذ بيده ، والغفلة قد تكون للحظة ، وبعض اللحظات تفتح أبواب الحزن والضياع لسنوات طويلة وربما للأبد .
لعل في قصة الطفلين والتي أشرت إليها في بداية هذا المقال عبرة لمن يعتبر، فالله يمهل ولا يهمل ، والجرم جرم ولو طال الزمن ، ولا مكان للعاطفة تجاه من يرتكب مثل هذه الجرائم المفزعة . وألف ألف مبروك للعائلتين الكريمتين اللتين عادا لهما طفليهما ، وكل الشكر والتقدير لكل موظف في أي جهة حكومية مهما كان صغيرا ساهم في كشف ملابسات هاتين القضيتين بعد أكثر من عقدين من الزمن . ولكم تحياتي.