الرأي , سواليف
نوف وأخواتها
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في يومين متتاليين تحققت أماني وأحلام نوف وأخواتها ، كما تحققت أحلام وتمنيات المسن الذي افترش رصيف كورنيش الخبر ” دعيج ” لعدم وجود مأوى له . ففي قصة هذا المسن مواعظ لا بد من التوقف عندها . ولكن واحتراما لخصوصيته لن أدخل في تفاصيل قصته ، فالهدف الأهم هو تجاوب الجهات المعنية بتوفير الحياة الكريمة له . ومع ذلك لا بد من تسجيل التقدير للأستاذة منال الدوسري التي وقفت على الحالة وبثت تسجيلا مصورا لحالته ، الأمر الذي أدى إلى تحرك أكثر من جهة لحل قضيته وإعادة الأمل له بحياة كريمة .
الحالة الثانية فقد أثارها الأستاذ فيصل العبدالكريم عبر سنابه حول افتتاح نوف وأخواتها مشروعا صغيرا يؤمن لهم حياة كريمة . وهذا ما تعودنا عليه ، فهو من خيرة من يقدم محتوى مفيدا لمجتمعه . فما أن تلقى الناس ذلك التقرير إلا وقد تفاعلوا معهن بالدعم المباشر أو بتشجيعهن بالشراء من بقالتهن .
المجتمع السعودي في مجمله مجتمع رائع ، عاطفي ، شهم ، إنساني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان سامية . ولهذا لم يكن مستغربا هذا التجاوب الكبير مع القصتين رغم أن الأولى كانت في الخبر والثانية كانت في الرياض . وأجزم بأن هناك قصصا مشابهة لم نطلع عليها في مناطق أخرى من هذا الوطن المبارك . ومع ذلك فنحن وكما أردد دائما لسنا مجتمعا ملائكيا . فكما أن هناك أناس كرماء وطيبون ، هناك أيضا أناس متنمرون .
في قضية المسن في كورنيش الخبر ، علق بعض المتنمرين على أن المشهد فيه ” ترزز ” ، ومحاولة للحصول على مزيد من المتابعين . أما في قضية مشروع نوف وأخواتها ، فقد ركز أولئك المتنمرون على أنهن لسن سعوديات بحكم لهجة الأخت الصغرى . وطالبوا الناس بعدم التعاطف معهن أو الشراء منهن !! .
بالنسبة لي هذه أمراض يحتاج أصحابها لعلاج من نرجسيتهم المزيفة . فالغيرة على الهوية السعودية لا تعني أن يحدد هذا المتنمر الشروط الواجب توفرها للحصول على المواطنة ومن بينها اللهجة . فنحن في شبه قارة ، واللهجات متعددة ومختلفة بعضها عن بعض ، حسب القرب من الدول المجاورة . فلهجة أهل الشرقية أقرب للهجة الخليجية وخاصة في البحرين والكويت ، وفي الشمال هناك لهجات أقرب للهجات بادية الشام ، وفي الجنوب لهجات متعددة بعضها قريب من اللهجة اليمنية ، وفي الحجاز كذلك . أي أن مجرد الحديث عن اللهجة وربطها بالجنسية السعودية يعتبر سذاجة تسيئ لصاحبها قبل غيره . ناهيك عن كونها إثارة عنصرية يجب محاسبة أصاحبها .
مرة أخرى أشكر الأخت منال الدوسري والأخ أ فيصل العبدالكريم . فما قاما به يعد عملا إنسانيا يؤجرون عليه بإذن الله . أما المتنمرين فليس لهم عندنا إلا الدعاء لهم بالشفاء من أمراضهم . ولكم تحياتي