الرأي , سواليف
للأوروبيين .. أين المعاملة بالمثل؟!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا يزال الكثير من السعوديين يعانون من تعقيدات ومشاكل عند تقدمهم للحصول على تأشيرة دخول للدول الأوروبية . بل إن بعض الطلبات تمس خصوصية المواطن السعودي كحساباته البنكية أو غيرها. وقد كنا نتفهم من قبل مطالبة الأوروبيين بالمعاملة بالمثل ، حين كانت المملكة لا تمنح التأشيرات لهم بسهولة . وهذا ما أكده الدكتور يورك فويان ، مستشار في مندوبية الاتحاد الأوربي في المملكة ، آنذاك ، والذي صرح لصحيفة “الاقتصادية” قبل سبعة أعوام ، حين قال إن أهم معيار يطبقه الاتحاد الأوروبي لإعفاء الدول من تأشيرات دخول البلاد هو مبدأ المعاملة بالمثل والسماح لمواطني الاتحاد بدخول الدول الأخرى دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة . والآن وبعد أن سمحت المملكة لمواطني الاتحاد بالدخول للمملكة بلا أي تعقيدات ، فإن العذر الذي ذكره المسؤول الأوروبي أصبح بلا قيمة ولا معنى . فلماذا إذن يُعقّد الأوروبيون إجراءات المواطنين السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة الشينجن الأوروبية ؟! المواطن السعودي يتمتع بملاءة مالية كافية لأن يكون سائحا من الدرجة الأولى . فهو بذلك لن يبحث عن عمل هناك ، ولن ينام في المنتزهات ، ولن يشكل خطورة أمنية ، ولن تتركه سفارة بلاده إن هو احتاج لخدمات صحية ، ولن يبحث عن الهجرة غير الشرعية . أي أنه لا يشكل أي قلق لهم .
لا أعتقد أن الأوروبيين أكثر حرصا على أمنهم من الولايات المتحدة الأمريكية التي تمنح المواطن السعودي تأشيرة دخول لعشر سنوات ، ولا من بريطانيا التي تمنح التأشيرة للسعودي أيضا لعشر سنوات . فلو كانت هناك أي محاذير على السائح السعودي ، لما تعاملت أمريكا وبريطانيا معه بهذه الطريقة المحترمة .
لقد أوصى مجلس الشورى قبل شهر مقام وزارة الخارجية بأن تفتح هذا الملف مع الأوروبيين والطلب منهم التعامل بالمثل ، بدلا من الإجراءت السيئة التي يُعامل بها السعودي في حالة رغبته الحصول على تأشيرة “الشينجن” .
المطالبة بالمعاملة بالمثل لا تغضب أحدا . فكل ما نطلبه هو تسهيل تام للحصول على التأشيرة الأوروبية ، تماما كما هو معمول به عند رغبة الأوربي الحصول على تأشيرة الدخول للمملكة . ولكم تحياتي.